محمد الدراغمة: التصعيد الإيراني الإسرائيلي يطمس المأساة الفلسطينية ويزيد معانا

أكد محمد الدراغمة، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن التصعيد العسكري المتواصل بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ورغم المسافة الجغرافية الكبيرة التي تفصل بينهما، والتي تقدر بنحو 2000 كيلومتر، ستكون له انعكاسات جيوسياسية وأمنية واسعة تطال مختلف مناطق الشرق الأوسط.

وأوضح الدراغمة، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، في برنامج "عن قرب" على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن المنطقة ستشهد حالة من عدم الاستقرار، وستتأثر ملفات حساسة عدة، من بينها الملف النووي الإيراني، وأمن الخليج، بالإضافة إلى الملف الأهم، وهو القضية الفلسطينية، التي وصفها بـ"الخاسر الأكبر" من هذا التصعيد.

غزة تدفع الثمن في صمت

سلط محمد الدراغمة، الضوء على الوضع المأساوي في قطاع غزة، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي على القطاع لم يتوقف، رغم تراجع الاهتمام الإعلامي والسياسي الدولي به. وقال إن ما يحدث في غزة هو حرب إبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ بشكل يومي وتخلف ما يقرب من 100 شهيد يوميًا، دون أن تلتفت الكاميرات أو يسمع أحد أصوات الضحايا.

وأشار، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل انشغال المجتمع الدولي والإعلامي بالتوتر بين طهران وتل أبيب، لتمرير مجازره بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وسط صمت دولي وعجز أممي عن إيقاف الكارثة الإنسانية المتواصلة منذ أشهر.

الضفة الغربية على خط النار

لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على غزة فحسب، بل أكد محمد الدراغمة، أن الضفة الغربية بدورها تعيش تصعيدًا خطيرًا، يتمثل في حملات اعتقال واسعة النطاق وعمليات اغتيال تستهدف نشطاء ومواطنين فلسطينيين، في إطار سياسة إسرائيلية واضحة تقوم على كسر إرادة المقاومة وتفكيك أي بنية تنظيمية فلسطينية.

وحذر محمد الدراغمة، من أن هذا التصعيد في الضفة قد يؤدي إلى انفجار أمني واسع في حال استمر المجتمع الدولي في تجاهله لما يجري على الأرض، مؤكدًا أن ما تقوم به إسرائيل لا ينفصل عن استراتيجيتها الأشمل في فرض السيطرة بالقوة على كامل الأراضي الفلسطينية.

دعوة لإعادة تسليط الضوء 

اختتم محمد الدراغمة، الحديث بدعوة واضحة إلى المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية، مطالبًا إياها بعدم تجاهل المأساة الفلسطينية في ظل التصعيد الإقليمي. وأكد أن الاهتمام بالوضع في غزة والضفة لا يجب أن يكون موسميًا أو مشروطًا بتراجع الأزمات الأخرى، بل يجب أن يُنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها مأساة إنسانية مستمرة واستحقاقًا أخلاقيًا لا يحتمل التأجيل.

ودعا محمد الدراغمة، إلى إعادة التركيز السياسي والإنساني والإعلامي على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مشددًا على أن طمس هذه الجرائم تحت وطأة الصراعات الإقليمية هو تواطؤ غير مباشر يجب التصدي له بكل قوة وشفافية.