بعد الهجوم على السيد البدوي
عضو «الأعلى للشؤون الإسلامية»: لا يوجد مقام مجهول والنذور لها مصارف شرعية

قال عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه لا يوجد مقام واحد في مصر غير معروف تاريخه أو من بداخله، مشيرًا إلى أن السيد البدوي هو قطب صوفي كبير ومعروف وأحد الأعمدة الأربعة في التصوف الإسلامي وكتب عنه عدد كبير من العلماء آخرهم شيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود وطيلة 700 سنة.
السيد البدوي أصابه حيًا وميتًا العديد من الشائعات
وأضاف هندي أن السيد البدوي أصابه حيًا وميتًا العديد من الشائعات، لا علاقة لها بشخصه من قريب أو بعيد سواء من المبالغين في حبه أو المتربصين له، موضحًا أن صناديق النذور داخل المساجد الكبرى لآل البيت والصالحين لها قانون ينظمها، ولها صندوق بوزارة الأوقاف ولها لجان مختصة، وتنفق في مصارف شرعية منها التعليم والصحة والتصوف أيضا.
السيد البدوي أُلفت حول جهاده المؤلفات
جاء ذلك ردًا على سؤال: لماذا يضع الصوفية داخل الأضرحة دون التوجه بها إلى دور رعاية يخدم الفقراء والمحتاجين؟، حيث أضاف: ليس صحيحًا أن هذه الصناديق متروكة أو أن المقامات غير معروف من بداخلها، والجميع مؤرخ له، وهم جزء من تاريخ مصر والإسلام والتصوف الإسلامي.
وأكد أن السيد البدوي القطب المجاهد الكبير أُلفت حول جهاده المؤلفات، وسلطت الضوء على كيف كان مؤثرًا وكيف كان زاهدًا، فهذا من تاريخ الإسلام، مبينًا أن التصوف في الأساس هو الجانب الروحي والعاطفي بالنسبة للإسلام وكان سببًا في انتشاره في أوروبا والعالم. وقال أيضا إن عدد المسلمين الذين دخلوا الإسلام بفضل الشيخ عبدالوحيد يحيى أحد أقطاب التصوف والمدفون بقرافة المقطم بلغ 250 ألف مسلم، وذلك بسبب كتاباته عن التصوف.
مولد السيد البدوي
كان قد أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بيانا حول الجدل المصطنع حول مولد السيد أحمد البدوي رضي الله عنه.
قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﵪ [يونس: 62 - 63]، وقال رسولُ الله ﷺ: «إذا أحبّ اللهُ عبدًا نادَى جبريلَ: إن الله يحبّ فلانًا فأحبّوه… ثمّ يُوضَعُ له القبولُ في الأرضِ».
وأكدت المشيخة العامة للطرق الصوفية أن الجدل المثار حول مولد السيد أحمد البدوي رضي الله عنه جدلٌ مصطنع ومفتعل لا يستند إلى واقعٍ أو علمٍ أو نيةٍ صالحة، بل هو محاولة متكررة لافتعال ضجيج إعلامي بحثًا عن الترند وزيادة المشاهدات على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي للمجتمع المصري، الذي ظلّ عبر قرونه وفي جميع طبقاته يكنّ للسيد البدوي وأضرابه من أولياء الله الصالحين المحبة والاحترام.
وقال الأعلى للطرق الصوفية إنّ الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008) ، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وتبيّن المشيخة أن جمهور المولد يضمّ قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود. فالتصوف الأزهري الوسطي كما جاء على لسان العالم الجليل والمحدث الكبير أ.د/ أحمد عمر هاشم (رحمه الله): "لم يخرج من عباءته متطرفٌ أو منحرف رغم امتداده الكبير، وكان دائمًا مدرسةً في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلوّ والانقسام".
وقد جاء الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختُتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.