هل تحمي صلاة الفجر من الجلطات؟ د.حسام موافي يوضح من جديد

في تصريحات أثارت اهتمام الجمهور، أشار باحث ألماني إلى أن الاستيقاظ في وقت مبكر تحديدًا في وقت قريب من صلاة الفجر قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالجلطات، نظراً لأن النوم المتصل لساعات طويلة قد يشكل عبئًا على الدورة الدموية ويزيد من احتمالية حدوث الجلطات القلبية والدماغية.
وأوضح الباحث أن “كسر” النوم المتصل ولو لفترة وجيزة يساهم في تنشيط الدورة الدموية، وتحفيز الجسم على استعادة توازنه الحيوي. هذه الفرضية العلمية، رغم أنها لا تربط بين الصلاة بذاتها والوقاية، إلا أنها تلقي الضوء على فوائد الاستيقاظ المبكر، وهو ما تفعله شريحة كبيرة من المسلمين يوميًا عند صلاة الفجر.
الدكتور حسام موافي: لم أقل إن صلاة الفجر تقي من الجلطات
وفي لقاء تلفزيوني على قناة العربية، علّق الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، على هذه التصريحات، موضحًا أن هناك خلطًا حدث في فهم تصريحاته. وأكد قائلاً:
“لم أقل إن صلاة الفجر تحديدًا تقي من الإصابة بالجلطات، بل تحدثت عن مخاطر النوم المتصل لفترات طويلة، وهو ما تدعمه الأبحاث العلمية”.
وأضاف موافي أن الأطباء ينصحون بالاستيقاظ لفترة قصيرة أثناء الليل أو الفجر، ثم العودة للنوم، لما لذلك من تأثير إيجابي على الدورة الدموية. وأشار إلى أن هذا النمط السلوكي يشبه ما يقوم به المسلمون عند أداء صلاة الفجر.
العلم يدعم النوم المتصل خطر محتمل على القلب
تشير دراسات علمية حديثة إلى أن النوم المتواصل لأكثر من 8 ساعات، دون أي انقطاع، قد يكون مرتبطًا بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض القلب. وتؤكد نتائج بعض الأبحاث الألمانية أن الحركة خلال الليل أو الاستيقاظ لفترة قصيرة ولو لبضع دقائق تساعد في تقليل ركود الدم، وتعزز من نشاط الدورة الدموية.
هذه النتائج تتماشى مع توصيات بعض أطباء القلب الذين ينصحون من يعانون من مشاكل في الدورة الدموية أو تاريخ عائلي مع الجلطات، بعدم النوم لساعات طويلة دون حركة أو تغيير في الوضعية.
صلاة الفجر بين الروح والجسد
على الرغم من أن العلم لا يربط بين العبادات الدينية والنتائج الصحية بشكل مباشر، فإن نمط الحياة المرتبط بالالتزام بصلاة الفجر يتضمن استيقاظًا مبكرًا، وحركة، وتنشيطًا للجسم، وهو ما يعتبره الأطباء سلوكًا صحيًا.
وتجدر الإشارة إلى أن أداء صلاة الفجر يتضمن الوضوء بالماء البارد، والتحرك نحو مكان الصلاة، ما قد يعزز من اليقظة والتنشيط العصبي والعضلي. هذه السلوكيات مجتمعة تساهم في تحسين الدورة الدموية، وتقليل ركود الدم، الذي يُعد عاملاً في تكون الجلطات.
وبينما لا يمكن الجزم بأن صلاة الفجر تحمي من الجلطات بشكل مباشر، إلا أن العلم يدعم الفكرة القائلة بأن النوم المتصل لساعات طويلة قد يكون ضارًا، وأن الاستيقاظ المبكر أو أثناء الليل له فوائد صحية مؤكدة.
ويظل أداء صلاة الفجر عادة يومية تجمع بين الروحانية والسلوك الصحي، مما يجعلها نموذجًا مثاليًا للتوازن بين الجسد والروح.