علي جمعة ضمن حملة «صحح مفاهيمك»: العفاف قيمة جامعة تحفظ الفرد وتحصن المجتمع
قال الدكتورعلي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن العفاف ليس خلقا عابرا ولا سلوكا فرديا محدود الأثر، وإنما هو قيمة إنسانية وأخلاقية راسخة، أجمع الأنبياء والمرسلون على الدعوة إليها، مؤكدا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مكانتها العظيمة، لما تمثله من سياج متين يحفظ به الإنسان قلبه وجوارحه، ويصون به المجتمع من أسباب الانحراف والاضطراب.
صحح مفاهيمك
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، في كلمته ضمن حملة وزارة الأوقاف «صحح مفاهيمك»، أن العفاف يمثل طهارة شاملة في الظاهر والباطن، وميزانًا دقيقًا يضبط علاقة الإنسان بنفسه وعلاقته بغيره، ويجعل حياته أكثر صفاءً ونقاءً واستقامة، مشيرا إلى أن هذه القيمة الكبرى جاءت لتكون أساسًا في بناء الإنسان السوي، وشرطًا أصيلًا في تزكية النفس وتهذيبها، وسببًا من أسباب نيل رضا الله تعالى والفوز بقربه.
وأشار الدكتورعلي جمعة إلى أن العفاف لا يقتصر على المظهر الخارجي أو السلوك الظاهر فحسب، بل يمتد ليشمل العفاف الباطني المتعلق بسلامة القلب وصحة العقيدة، مؤكدًا أن العقيدة إذا فُقدت ضاع معها ميزان القيم، وتهاوت الأخلاق، وأصبحت الدنيا بأسرها بلا معنى حقيقي عند الإنسان، وهو ما ينعكس سلبا على سلوكه وتعاملاته ومواقفه.
صور العفاف الباطني
وأضاف الدكتور علي جمعة أن من أبرز صور العفاف الباطني خلق التواضع، الذي يُعد من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» (صحيح مسلم)، مبينا أن التواضع عبادة قلبية خالصة، أمر الله تعالى بها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وجعلها علامة على صفاء النفس ونقاء السريرة.
كما حذر عضو هيئة كبار العلماء من خلق الكِبْر لما له من آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، مشيرًا إلى أن الكبر يناقض حقيقة العفاف الباطني، ويهدم ما يبنيه الإيمان في القلب، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ»، موضحًا أن تطهير القلب من الكبر والتحلي بالتواضع والعفاف هو السبيل إلى سلامة النفس وصلاح السلوك.
وأكد الدكتورعلي جمعة أن نشر هذه القيم وتصحيح المفاهيم المرتبطة بها ضرورة ملحّة في ظل ما يشهده العالم من اضطراب أخلاقي وفكري، مشددًا على أن حملات التوعية التي تطلقها وزارة الأوقاف تسهم في بناء وعي ديني رشيد، يعيد للأخلاق مكانتها، ويربط السلوك اليومي للمسلم بجوهر الدين ومقاصده السامية.



