شجرة الميلاد وبابا نويل|السرياني: رفض المتعصبين نابع من الكراهية لا من العقيدة
قال القمص يحنس السرياني، بانه هناك حالة من الرفض والكراهية التي يُبديها بعض المتعصّبين تجاه شجرة عيد الميلاد وبابا نويل لا تنبع من تعاليم دينية حقيقية، بل تعكس خوفًا عميقًا من الفرح والاختلاف والرموز الإنسانية المرتبطة بعيد الميلاد.
شجرة الميلاد وبابا نويل.. رموز للفرح والعطاء
وأضاف القمص يحنس السرياني، خلال ما قام بنشره عبر صفحة رسميه له موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن شجرة الميلاد وبابا نويل لا يمثلان مجرد مظاهر احتفالية، بل يحملان دلالات ثقافية وروحية تعبّر عن جوهر الميلاد، القائم على الفرح والمحبة والعطاء.
وأشار إلى أن شجرة الميلاد ترمز إلى الحياة والنور وسط الظلام، وتجسّد معاني التجديد والأمل، بينما يمثّل بابا نويل صورة معاصرة للقديس نيقولاوس، المعروف بمحبة الأطفال ومساعدة المحتاجين والعطاء بلا مقابل.
رفض نابع من التعصّب لا من العقيدة
وأكد أن رفض هذه الرموز لا علاقة له بالعقيدة أو العبادة، موضحًا أن شجرة الميلاد ليست طقسًا تعبديًا في المسيحية، ولا توجد وصية إنجيلية تدعو إلى إقامتها أو الصلاة أمامها، وإنما هي رمز ثقافي واجتماعي.
وأضاف أن اتهام هذه الرموز بالوثنية أو الشرك يعكس خلطًا متعمدًا أو جهلًا بالمعنى الحقيقي لها، لافتًا إلى أن المتعصّب لا يرفض الرمز في حد ذاته، بل يرفض دلالته وما يحمله من فرح واختلاف.
الخوف من الفرح ورفض الآخر
وشرح القمص يحنس أن المتعصّبين يرون في شجرة الميلاد إعلانًا علنيًا لفرح الآخر وهويته، وهو ما يفسّر رفضهم لها، معتبرين وجود الآخر تهديدًا لهويتهم.
وأشار إلى أن عقلية التعصّب لا تبحث عن المعنى أو القيم، بل تنطلق من منطق التحريم والصراع، حيث يتحوّل كل ما هو مختلف إلى مصدر تهديد، حتى وإن كان رمزًا بسيطًا للفرح.
مفارقة تجاهل القيم الأساسية
وتوقف القمص السرياني عند ما وصفه بـ"المفارقة الكبرى"، مشيرًا إلى أن المتعصّب يهاجم شجرة لا تُعبد، بينما يتجاهل قضايا أخلاقية وإنسانية جوهرية مثل الظلم والعنف والكذب والفساد، وكأن المشكلة تكمن في الزينة لا في الخطايا الحقيقية.
واختتم القمص يحنس السرياني حديثه بالتأكيد على أن الرموز الإنسانية في الميلاد، من شجرة وألوان وفرح وبابا نويل، هي امتداد طبيعي لروح المسيحية القائمة على المحبة والسلام والكرم، مشددًا على أن الفرح، خصوصًا فرح الأطفال، ليس خطيئة، بل ممارسة حيّة لقيم الإنجيل في الحياة اليومية.
وأكد أن كراهية شجرة الميلاد لا تعبّر عن غيرة على العقيدة، بل عن عجز عن التعايش وتحويل الدين من رسالة رحمة إلى أداة صراع.

