واقعة المترو تشعل الجدل.. وعسكر: ثقافة المدن تختلف ولا يجوز فرض العادات بالقوة
علّق المحلل السياسي سامح عسكر على واقعة الرجل الصعيدي وفتاة المترو، معربًا عن رفضه لتصرف الرجل، ومشددًا على أهمية الالتزام بالثقافات المتغيرة.
جاء ذلك في منشور له عبر منصة «إكس»، قائلا: «عاوزين نعلم أهلنا وناسنا الطيبين إن فيه فرق ثقافات ما ينفعش تكون ثقافتك تفرضها على أهل المدينة، وانت كراجل بسيط ما ينفعش تروح تفرض نفسك على ناس متعلمة وعندها شهادة».
وأضاف: «الست في الصعيد مع احترامنا ممكن تقبل منك هذا التصرف، لأن ثقافة الصعيد كده، لكن ثقافه المدن وأهل الحضر والكومباوندات ما تقبلش، ومساحة الحرية كبيرة ومساحة الإدراك أعلى ده غير الفرق الطبقي».
وأوضح: «بالنسبة لها هذا التصرف وضع رجل على أخرى شيء طبيعي ما فيهوش إهانة، بالعكس هي بتحترمك جدا وبتحبك لأنك مواطن بسيط وغلبان مش بتاع شر، لكن انت مش فاهمها وفاكر إن التصرف اللي عملته إهانة ليك».
واختتم بقوله: «وهي دي الثقافة المحدودة اللي لازم توصل لأهالينا الطيبين، ما تحاولش تفرض نفسك على حد وكن متواضع».
وأثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الجدل، بعد مشادة كلامية نشبت داخل أحد قطارات مترو الأنفاق بين رجل مسن من أبناء الصعيد وفتاة شابة، بسبب طريقة جلوسها، بعدما وضعت قدمًا فوق الأخرى.
وظهر الرجل في الفيديو وهو ينفعل على الفتاة بحدة قائلًا: «إنتو مبتحترموش حد؟ هو مفيش احترام خالص؟ ينفع الرجالة كلها قاعدة وهي حاطة رجل على رجل؟»، في مشهد أثار استياء عدد كبير من المتابعين.
في المقابل، ردت الفتاة التي كانت تقوم بتصوير الواقعة قائلة: «أنت مالك ومالي؟ هو أنا كلمتك؟»، لتتطور الأجواء داخل العربة إلى حالة من التوتر والجدال أمام الركاب.
فجّر الفيديو نقاشًا حادًا على السوشيال ميديا بين الروّاد، حيث كتب أحد المتابعين: «راجل كبير بس قمة في قلة الأدب، بنت قاعدة في المترو حاطة رجل على رجل، إنت مالك؟ احترم نفسك وخليك في حالك»، منتقدًا أسلوب الرجل وتدخله في حرية الآخرين.
فيما رأى آخرون أن الطرفين يتحملان الخطأ بدرجات متفاوتة، معتبرين أن الرجل أخطأ بفرض قناعاته وبأسلوبه الحاد، بينما كان على الفتاة - من وجهة نظرهم - مراعاة طبيعة المكان العام وتنوع الثقافات داخل المجتمع.
حيث كتبت إحدى المتابعات: " هي الأخري دائما ما نذكر احترام الكبير ولا نذكر معها في نفس الحديث ليس منا من لا يرحم صغيرنا. أليس كان الرفق واللين من باب أولي؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال إن الرفق لا يكون في شىء إلا زانه وما ينزع من شىء إلا شانه “ لو كل واحد اتكلم كده هتلاقي الناس كلها ماسكة في بعض بتتخانق ، طبعا دا ميمنعش احترام الكبير واجب الدين أمرنا به رأيكم إيه في الموضوع ده؟”.
وعلقت أخرى على الواقعة: "الرجل قال لها بهدوء: «مش عيب كده؟»
فكان ردّها المستفز: «وإنت مالك؟» السيدة كانت واضعة رجل على رجل داخل المترو، وسط مكان عام مليان رجالة، وكان واضح إن الوضع مستفز لرجل كبير في السن. الرجل في البداية كان هادئًا، لكن مع الاستفزاز المتعمد خرج عن هدوئه، وبدأ يشهد الناس على تصرّفها، وهي من جانبها بدأت تشتمه وتصفه بـ المجنون. نعم، الرجل غيور وطبعه حامي، لكنه لم يتكلم من فراغ، بل تكلّم عن عادات وأخلاق وطباع مصرية أصيلة بدأت للأسف تتلاشى واحدة واحدة.
وأضافت: “أنا عارفة إن الهجوم هيبدأ، وإن في ناس هتقول: «الست من حقها تقعد زي ما تحب» «دي إتيكيت» وأنا بقول: الإتيكيت في البيت، مش في مكان عام، ومش قدّام رجل كبير في السن. الحرية لا تعني الاستفزاز، والاحترام عمره ما كان ضعف، واللي ضاع مننا مش وضع القعدة… اللي بيضيع هو الذوق العام”.