بعد حظر كولومبيا.. ارتفاع صادرات جنوب أفريقيا من الفحم إلى إسرائيل
شهدت صادرات جنوب أفريقيا من الفحم إلى إسرائيل ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مسجلة أعلى مستوياتها منذ عام 2017، لتبرز كأكبر مصدر للفحم البحري إلى إسرائيل في عام 2025، رغم إدانتها الإبادة الجماعية في غزة.
ووفقًا لوكالة رويترز نقلاً عن بيانات شركات تتبع السلع، عززت جنوب أفريقيا صادراتها من الفحم إلى إسرائيل بعد أن قررت كولومبيا حظر شحنات الفحم إلى الدولة العبرية.
زيادة بنسبة 87% في صادرات الفحم خلال 3 أشهر
وارتفعت صادرات جنوب أفريقيا بنسبة 87% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر على أساس سنوي، مما سد الفجوة التي خلفها انخفاض صادرات الفحم الكولومبية إلى الصفر بنهاية الشهر ذاته.
ووفقًا للبيانات الرسمية من دائرة الإيرادات في جنوب أفريقيا، من المتوقع أن تصل صادرات الفحم إلى إسرائيل إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2017.
تأثير الحرب على غزة على أسواق الفحم العالمية
وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد أعلن في يونيو 2024 تعليق صادرات بلاده من الفحم إلى إسرائيل حتى امتثال الأخيرة لأمر محكمة العدل الدولية بوقف عدوانها على رفح جنوب قطاع غزة، قبل أن يشدد القرار لاحقًا في أواخر الصيف.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، التي اندلعت بعد هجمات نفذتها حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأسفرت عن مقتل نحو 71 ألف شخص، وسط جهود أمريكية ومصرية وقطرية لوقف إطلاق النار.
إدانة جنوب أفريقيا لإسرائيل لا تمنع الشركات من التصدير
وقد أودت الانتهاكات الإسرائيلية بحياة 393 فلسطينيًا إضافيًا، واعترفت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأن الحرب ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من إدانة جنوب أفريقيا لإسرائيل ووصفها الحرب بالإبادة الجماعية ورفع القضية أمام محكمة العدل الدولية، لم تمنع هذه المواقف شركات التعدين من زيادة صادراتها للفحم إلى إسرائيل، ومن المتوقع أن ترتفع حصة جنوب أفريقيا في السوق الإسرائيلي المنقول بحريًا إلى أكثر من 3 أضعاف مستويات عام 2024 لتصل إلى 55% وفقًا لبيانات شركة "كيبلر".
إمدادات الطاقة لإسرائيل تشمل 25 دولة رغم الحرب
وتجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا ليست الدولة الوحيدة التي تزود إسرائيل بإمدادات الطاقة رغم إدانتها للحرب، حيث كشف تقرير صادر عن منظمة "أويل تشينج إنترناشونال" في نوفمبر أن 25 دولة على الأقل زودت إسرائيل بالنفط الخام والمشتقات النفطية خلال فترة الإبادة الجماعية في غزة، أبرزها أذربيجان التي تنقل النفط عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، مع استمرار تركيا في السماح بتدفق النفط رغم إدانتها لإسرائيل.
وبينما تواصل إسرائيل تلقي الإمدادات، تظل كولومبيا وجنوب أفريقيا من أشد المنتقدين لإسرائيل، إذ أصدرت كولومبيا مرسومًا رئاسيًا في 2024 لحظر التصدير بسبب الحرب في غزة.
