الشيخ خالد الجندي : لا أحد ينجو من أمر الله إلا برحمته
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن قصة نوح عليه السلام وابنه تحمل درسا عميقا عن الثبات بالإيمان والطريق إلى الجنة.
و أوضح الشيخ الجندي، خلال حلقة برنامج " لعلهم يفقهون "، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن نوح عليه السلام دعا ابنه قائلا له: "اركب معنا"، فرد عليه ابنه: "ساوي إلى جبل يعصمني من الماء"، لكنه لم ينج، مشيرا إلى أن الجبل بطبيعته ثابت، لكن الابن كان مهتزا بسبب عدم وجود عقيدة وإيمان، بينما الذين في السفينة كانوا ثابتين لأنهم مؤمنون وعندهم عقيدة.
وأضاف الشيخ الجندي أن هذا المشهد يعلمنا درسا مهمًا: "من لديه عقيدة وإيمان بالله يظل ثابتا مهما كانت الظروف، وهذا هو الطريق للنجاة ودخول الجنة".
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن القرآن يطمئن الإنسان ويؤكد له: "لا تخف، إنك أنت الأعلى، أنت الأفضل، أنت الحر حتى في أقسى القيود إذا كنت مستعصما بالله"، مشيرا إلى أن لا أحد ينجو من أمر الله إلا برحمته، كما قال تعالى: "لا عاصم من أمر الله إلا من رحم"، مؤكدا أن الأعمال وحدها لا تكفي للنجاة، بل فضل الله ورحمته هما سبيل دخول الجنة.
ودعا: "اللهم أنزل علينا السكينة وثبت أقدامنا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد".
https://youtu.be/5jSIdUDOiTM?si=VXd1wh-Zwj8-Nmkk
ومن رحمته جلَّ وعلا بعباده يوم القيامة أيضًا ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله يُدني المُؤمن فيضعُ عليه كنفه ويستُرُه، فيقولُ: أتعرفُ ذنبَ كذا؟ أتعرفُ ذنب كذا؟ فيقولُ: نعم أي رب، حتى إذا قرَّره بذُنُوبه ورأى في نفسه أنَّه هلك، قال: سترتها عليك في الدُّنيا، وأنا أغفرُها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته، وأمَّا الكافرُ والمُنافقُون، فيقولُ الأشهادُ: هؤلاء الذين كذَبوا على ربِّهم، ألَا لعنةُ الله على الظَّالمين))؛ رواه البخاري.
وعن عبدالرحمن بن جبير رضي الله عنه قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير هرم، سقط حاجباه على عَينيه، وهو مدعم على عصا - أي: متَّكئ على عصًا - حتى قام بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوبَ كلّها، لم يترك داجة ولا حاجة إلاَّ أتاها، لو قسمَت خطيئته على أهل الأرض لأوبقَتهم - لأهلكَتهم - أله من تَوبة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((هل أسلمتَ؟))، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، قال: ((تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهنَّ الله لك كلهنَّ خيرات))، قال: وغدرَاتي وفَجراتي يا رسولَ الله؟ قال: ((نعم، وغَدراتك وفجراتك))، فقال: الله أكبر، الله أكبر، ثمَّ ادعم على عصاه، فلم يزل يردِّد: الله أكبر، حتى توارى عن الأنظار".




