عاجل

«واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل».. إليك فضله وعدد ركعاته

قيام الليل
قيام الليل

أجمع العلماء على أن قيام الليل من أعظم العبادات وأجلِّ القُرُبات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، لما له من أثرٍ بالغ في تزكية النفوس ورفعة الدرجات، وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل، وعزَّه في استغنائه عن الناس»، في إشارة واضحة إلى علو منزلة هذه العبادة ومكانتها عند الله.

فضل قيام الليل

ويؤكد العلماء أن هذا الحديث الشريف يبين أن قيام الليل من أبرز علامات صدق الإيمان ونقاء القلب، ودليل على صفاء النفس وحضورها مع الله تعالى، ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم من أشد الناس محافظة عليه، في رمضان وغيره، لا يكادون يتركونه مهما اختلفت ظروفهم، إدراكًا منهم لما فيه من تقوية الصلة بين العبد وربه، وتطهير القلب من الغفلة والتعلق بالدنيا.

 

ويستدل العلماء كذلك بقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾، حيث كان قيام الليل فرضًا في حق النبي ﷺ، وسُنَّةً مؤكدة في حق أمته، لما يحمله من فضلٍ عظيم وأثرٍ ظاهر في السلوك والإيمان.

هل يجوز تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة أم يعد من البدع ؟

أوضحت دار الإفتاء أن الله شرع الصلاة وفرضها على الأمة الإسلامية؛ لأنها الصلة التي تربط بين الخلق والخالق، فهي عماد الدين.
فرض الله تبارك وتعالى خمس صلوات في اليوم والليلة، وسن لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سننًا تابعة للفروض وغير تابعة لها، وسن لنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه وآله الجماعة في الصلاة المفروضة وغيرها، ويبين ثواب الجماعة وأن لها فضلًا عظيمًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه الإمام مالك، وغير ذلك من الأحاديث الشريفة.

 

ولقد صلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النوافل في جماعة؛ مثل قيام الليل لما حدث أن خرج في رمضان، فصلى وصلى خلفه الصحابة، وجاء في الليلة الثانية فصلى وصلى وراءه جمع أكثر، وفي الليلة الثالثة احتجب صلى الله عليه وآله وسلم عنهم فلم يخرج عليهم، فلما سئل سيدنا رسول الله عن ذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» متفق عليه. والصلاة التي صلاها سيدنا رسول الله لا تخرج عن كونها من قيام الليل.

ولما رواه الإمام مسلم في “صحيحه” عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن جدته مليكة رضي الله عنها دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه ثم قال: «قُومُوا فَأُصَلِّيَ لَكُمْ». قال أنس بن مالك رضي الله عنه: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لُبس فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصففتُ أنا واليتيمُ وراءه، والعجوزُ وراءنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثم انصرف.

وفي رواية أخرى لمسلم عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، فقال: «قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بِكُمْ» في غير وقت صلاة، فصلى بنا، فقال رجل لثابت: أين جعل أنسًا منه؟ قال: جعله على يمينه، ثم دعا لنا بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمي: يا رسول الله، خويدمك ادع الله له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ».

وفي واقعة السؤال: ليس هناك مانع من أداء مثل هذه الصلاة في جماعة، ولا حرج في ذلك.

تم نسخ الرابط