خبير اقتصادي: ركود واضح بالأسواق وتآكل الدخول يفوق قدرة المواطنين على الشراء
قال الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، إن عددًا كبيرًا من القطاعات يشهد تراجعًا ملحوظًا في حجم المبيعات نتيجة حالة ركود اقتصادي تضرب السوق، موضحًا أن الركود الحالي يعكس حالة «اللا سلم واللا حرب» بين التجار والمستهلكين، في ظل غياب الثقة وضعف المرونة داخل السوق.
تآكل الدخول والتضخم الكبير
وأشار فؤاد، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج الحكاية، والمذاع على قناة إم بي سي مصر إلى أن تآكل الدخول، إلى جانب التضخم الكبير في تكاليف الإنتاج، يمثلان عاملين رئيسيين في تفاقم الأزمة، لافتًا إلى أن بعض القطاعات المرتبطة بالطاقة شهدت زيادات سعرية تجاوزت 120%، في حين لم تشهد دخول المواطنين زيادات مماثلة، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين الأسعار والقدرة الشرائية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذا الخلل انعكس بشكل مباشر على أنماط الاستهلاك، حيث اتجه المواطنون إلى تقليص استهلاك السلع الأساسية، وعلى رأسها الدواجن واللحوم، نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية.
وأكد فؤاد أن تآكل الدخول بات أكبر من قدرة المواطنين على الاستمرار في الشراء بالمعدلات الطبيعية، محذرًا من استمرار حالة الركود ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاستعادة التوازن في السوق.
ونوه إلى أن الأزمة الحالية مرشحة للانفراج خلال نحو ثلاثة أشهر، مع تحسن مؤشرات السوق تدريجيًا، حال استقرار التكاليف وعودة قدر من الثقة والمرونة بين أطراف العملية الاقتصادية.
هناك تغير كبير في أولويات المصريين خلال الـ 10 سنوات الماضية
وفي وقت سابق، كشف الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن هناك تغير كبير في أولويات المصريين خلال الـ 10 سنوات الماضية والتي حدثت بها العديد من الأزمات، قائلًا: "أولويات المصريين تغيرت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية نتيجة الأزمات الاقتصادية المتتالية، لتصبح مرتبطة بشكل أساسي بالقوة الشرائية المتاحة لديهم".
وأضاف الشافعي، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن احتياجات المعيشة اليومية أصبحت تتصدر قائمة الأولويات، متابعًا: «المصريون اليوم يضعون الغذاء في المقام الأول، يليه الصحة والتعليم، ثم السكن، فالأساسيات التي تحافظ على حياة الأسرة هي ما يحظى بالاهتمام الأكبر، وليس الترفيه كما كان في الماضي».



