عاجل

الخريدة البهية..متن أزهري راسخ في علم التوحيد..تعرف عليها

الخريدة البهية
الخريدة البهية

تعد الخريدة البهية واحدًا من أبرز المتون المنظومة في علم التوحيد على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري، وقد نظمها الإمام أبو البركات سيدي أحمد الدردير المالكي الأشعري (ت 1201هـ)، أحد أعلام المدرسة الأشعرية في القرون المتأخرة، وصاحب إسهامات علمية راسخة في الفقه والعقيدة والتصوف.

بحر الرجز

وجاء نظم الخريدة البهية على بحر الرجز، وهو البحر الذي شاع استخدامه في نظم المتون العلمية؛ لما يمتاز به من سهولة الإيقاع وكثرة التفعيلات، الأمر الذي يُعين على الحفظ والاستظهار، ويُيسّر على الطلاب تلقي العلوم الأساسية وضبطها، وهو ما يفسّر لجوء العلماء إليه في تدوين قواعد العلوم وضوابطها.

مكانة تعليمية

ويحتل متن الخريدة البهية مكانة تعليمية مهمة داخل المعاهد الأزهرية، إذ يُقرَّر المتن وشرحه على طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية، بوصفه مدخلًا منهجيًّا لفهم أصول العقيدة الإسلامية على المنهج الأشعري الوسطي، القائم على الجمع بين النقل الصحيح والعقل الصريح.

عرض الأصول الكبرى في علم التوحيد 

ويتألف المتن من واحد وسبعين بيتًا، حرص فيها الناظم على عرض الأصول الكبرى في علم التوحيد بأسلوب موجز ومنضبط، متناولًا أهم مباحث العقيدة من الإلهيات والنبوات والسمعيات، دون إطالة أو تعقيد، بما يتناسب مع طبيعة المتون التعليمية.

واختتم الإمام الدردير متن الخريدة البهية بخاتمة في التصوف، في دلالة واضحة على التكامل المعرفي الذي ميّز المدرسة الأزهرية، حيث تتجاور العقيدة الصحيحة مع السلوك الروحي القويم، في إطار من الالتزام بالشريعة والبعد عن الغلو أو الانحراف.

عبقرية علماء الأزهر في صياغة العلوم الشرعية

وتظل الخريدة البهية شاهدًا على عبقرية علماء الأزهر في صياغة العلوم الشرعية بأسلوب تربوي جامع، يجمع بين عمق المضمون، وسلاسة العرض، وحسن المقصد، بما يضمن ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الدارسين، ويؤكد استمرار الدور العلمي والتعليمي للأزهر الشريف عبر العصور.

تم نسخ الرابط