عودة ملك.. رفع تمثال هائل لأمنحتب الثالث يعيد الحياة لمعبد كوم الحيتان في الأقصر
عودة ملك.. رفع تمثال هائل لأمنحتب الثالث يعيد الحياة لمعبد كوم الحيتان
تترقب الأوساط الأثرية بمحافظة الأقصر حدثًا استثنائيًا خلال الأيام المقبلة، مع استعداد البعثة الأوروبية بمعبد ملايين السنين للملك أمنحتب الثالث للانتهاء من رفع واحد من أضخم التماثيل الملكية التي يعاد تركيبها بالموقع منذ عقود طويلة، وذلك في مشروع يوصف بأنه الأكبر من نوعه لإحياء آثار المعبد.

تمثال عملاق يعود من بين الركام بعد سنوات من الترميم
وبحسب مصدر مسؤول داخل موقع كوم الحيتان، فإن التمثال الذي يستعد للظهور من جديد يقع أمام الصرح الثاني للمعبد، وقد خضع لعمليات ترميم دقيقة بدأت بجمع مئات الكتل المتناثرة عبر القرون، مرورًا بالدراسة الهندسية والتوثيق والرسم، وصولًا إلى إعادة تشكيل التمثال بكل تفاصيله المعمارية.
وأكّد المصدر أن الهيئة القائمة على المشروع نجحت في إعادة بناء أجزاء التمثال عبر برامج متطورة تحاكي وضعه الأصلي، ليظهر بحجمه الطبيعي وهو يجسّد الملك أمنحتب الثالث جالسًا على عرش الملك بملامح قوية واضحة.

60 طنًا من الألباستر وارتفاع 10 أمتار
التمثال المصنوع من حجر الألباستر يُعد من أندر القطع المنحوتة في المعبد، ويصل وزنه إلى 60 طنًا وارتفاعه إلى ما يقارب 10 أمتار، كما يحتفظ ببقايا من ألوانه الأصلية، وهي ميزة نادرة في التماثيل العملاقة التي تعرضت لعوامل التعرية والزلازل القديمة.
تقنيات رفع غير مسبوقة تضمن حماية التمثال
وأوضح المصدر أن البعثة تستعين بتقنية الوسائد الهوائية في تحريك الكتل الرئيسية للتمثال، وهي الطريقة الآمنة التي جرى استخدامها لأول مرة في الموقع قبل أكثر من 10 سنوات، لما توفره من حماية للكتل الهشة وضمان عدم تعرضها للتلف أثناء الرفع.
معبد أمنحتب الثالث.. أضخم منشأة جنائزية في طيبة القديمة
ويُعد معبد أمنحتب الثالث من أكبر المعابد الجنائزية في مصر القديمة، إلا أن معظم أجزائه اختفت تحت الطمي الزراعي والطرق الحديثة. وبعد حريق كبير اجتاح الموقع عام 1999، بدأت البعثة الأوروبية مشروعًا شاملًا لإحياء المعبد، شمل إزالة المخلفات والحشائش وإعادة بناء الصروح الثلاثة بالطوب اللبن المختوم بشعار البعثة.

ترميم عشرات التماثيل الملكية ومئات تماثيل سخمت
وبيّن المصدر أن المشروع لا يقتصر على التمثال الجاري رفعه، بل يشمل أيضًا إعادة تركيب عشرات التماثيل الجالسة والواقفة للملك أمنحتب الثالث، إضافة إلى مئات التماثيل الخاصة بالمعبودة سخمت، التي تشير الدراسات إلى أن المعبد كان يضم نحو 700 تمثال لها، وجرى العثور على أعداد كبيرة منها ما تزال قيد الدراسة في المخازن.
