العنف الجسدي يتصدر.. والخط الساخن 16000 يستقبل آلاف الشكاوى في 2025
شهدت معدلات الإبلاغ عن انتهاكات الأطفال في مصر ارتفاعا ملحوظا خلال عام 2025، حيث أشار صبري عثمان، مدير الإدارة العامة لنجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، إلى أن البلاغات ارتفعت بنسبة تتجاوز 20% مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا أن هذه الزيادة لا تعكس ارتفاعا في معدلات الجريمة بقدر ما تعبر عن تحسن الوعي المجتمعي وإدراك الأسر لآليات التبليغ، بعدما كانت كثير من الانتهاكات تمر دون إبلاغ بسبب الخوف أو نقص المعرفة.
أكثر من 21 ألف بلاغ… 88% منها «بلاغات خطر»
وأوضح عثمان، خلال لقائه مع الإعلامي محمود السعيد في برنامج «ستوديو إكسترا» على قناة «إكسترا نيوز»، أن خط نجدة الطفل 16000 تلقى في العام الماضي أكثر من 21 ألف بلاغ، بينها 88% مصنفة كبلاغات خطر تشمل العنف الجسدي، والاستغلال، والإهمال، وغيرها.
وأشار إلى أن بعض القضايا المثارة إعلاميا، مثل واقعة طفل الإسماعيلية، لا تمثل انتشارا للجريمة بقدر ما تعكس زيادة الإبلاغ عنها، وهو مؤشر إيجابي على ارتفاع الثقة في آليات الحماية.
وعي متزايد بدور مكاتب الشكاوى ونجدة الطفل
وأكد عثمان أن الإعلام والدراما ساهما في رفع وعي الأسر بحقوق الطفل، لافتا إلى أهمية التعريف بوجود مكاتب شكاوى المرأة وخط نجدة الطفل، وأن الأطفال أنفسهم أصبحوا على دراية بالرقم ويلجأون إليه عند تعرضهم لأي إساءة داخل المنزل أو المدرسة أو الشارع، معتبرا أن هذا التغيير تحولا اجتماعيا مهما، رغم استمرار التحديات المرتبطة بالعنف ضد الأطفال.
العنف الجسدي يتصدر.. ومبادرات لتوعية الأطفال
وأوضح أن العنف الجسدي لا يزال أكثر الانتهاكات انتشارا، حيث يمثل 24% من إجمالي البلاغات، ويشمل الضرب داخل الأسرة والمدرسة وفي الشارع.
وفي إطار مواجهة هذه الظاهرة، أطلق المجلس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة «سيف إيجيبت» مبادرة «واعي وغالي» لتوعية الأطفال بمفاهيم العنف والتحرش والتنمر، وكيفية حماية خصوصيتهم على الإنترنت، وتعزيز قدرتهم على طلب المساعدة عند التعرض لأي خطر.
وفي سياق متصل، حذر صبري عثمان، مدير الإدارة العامة لخط نجدة الطفل، من خطورة التراجع الملحوظ في الدور التربوي داخل الأسرة والمدرسة على حد سواء، محملا الطرفين المسؤولية المباشرة عن تزايد وقائع العنف والتنمر بين الأطفال في السنوات الأخيرة.

