عاجل

حزب الوعي يرفض بيان الخارجية الإثيوبية ويؤكد: أمن مصر المائي خط أحمر

سد النهضة
سد النهضة

 

من واقع دوره السياسي وموقعه الحزبي ضمن الأحزاب المصرية، يعبر "حزب الوعي" عن رفضه القاطع واستنكاره الشديد لما ورد في بيان وزارة الخارجية الإثيوبية، الذي تضمن اتهامات باطلة للمؤسسات المصرية، ومحاولات متكرّرة لتزييف الوقائع، وخلق انطباعات مضلّلة بشأن الموقف المصري من ملف السد الأثيوبي "سد النهضة"، ومن التصريحات المرتبطة بمحاولات أديس أبابا توسيع نفوذها البحري خارج قواعد القانون الدولي.

يؤكد"حزب الوعي" إن مصر، الدولة ذات السجل الواضح في احترام الاتفاقات الدولية وحماية السلم الإقليمي، لم تصدر عنها يوماً مواقف تحمل تهديداً أو تصعيداً، بل قدمت عبر سنوات طويلة نموذجاً للصبر الاستراتيجي، والانخراط الفعلي في المفاوضات، والسعي إلى اتفاق قانوني مُلزم يوازن بين حق إثيوبيا في التنمية وحق شعوب دول المصب في الحياة، أما تصوير هذا الثبات على المبادئ باعتباره «تصعيداً»، فهو عبء يتحمله فقط الطرف الإثيوبي التي يسعى إلى إخفاء ممارساته الأحادية خلف لغة الاتهامات.

ادعاء الخارجية الإثيوبية بأن مصر "غير جادة" في المفاوضات يتجاهل حقيقة موثقة، هي أن أديس أبابا هي الطرف الوحيد الذي يواصل الملء والتشغيل دون اتفاق، ويرفض كل الصيغ القانونية الملزمة، ويكتفي بطرح «ضمانات سياسية» واهية وشفاهية لا قيمة لها في القانون الدولي، وبالتأكيد هذه ليست مرونة، بل محاولة فرض واقع مائي جديد على حساب أمن أكثر من 150 مليون مواطن في مصر والسودان.

كذلك فإن الحديث المتكرر عن "المعاهدات الاستعمارية"، فهو محاولة لنسف الأساس القانوني لمنظومة الأنهار الدولية، وليس فقط لعلاقات دول حوض النيل، إذ إن قواعد عدم الإضرار و الاستخدام المنصف والمعقول وضرورة التفاوض بحسن نية هي قواعد دولية، لا علاقة لها بأي تاريخ استعماري، ولا يمكن استبدالها بخطاب سياسي عاطفي لا يتسق مع حقوق الجوار ولا مع مسؤوليات الدول.

ويؤكد" حزب الوعي" أن الزعم الإثيوبي بأن "إثيوبيا تستخدم حقها السيادي في مياه النيل" او تدوال الإسم المحلي للنهر الأزرق (أباي)، كل هذا يتعارض مع المبادئ القانونية الحاكمة للأنهار المشتركة، ومحاولة لإدعاء ملكية مزورة اثيوبية لنهر تشترك في ملكيته ومصيره عشرة دول أخري بخلاف إثيوبيا، فالنهر الدولي ليس مجالاً للسيادة المطلقة لأي طرف، بل هو مصدر مشترك تُنظمه الاتفاقات الثنائية والإقليمية، والممارسات التاريخية المستقرة، والالتزامات الدولية، التي لا يملك أي طرف تجاهلها أو إعادة تفسيرها وفق ما يحقق مصالحه فقط.

وإذ يحذر الحزب من محاولة الربط غير المشروع بين ملف سد النهضة وبين "التطلعات الإثيوبية للوصول إلى البحر الأحمر"، فإن هذا الربط يكشف محاولة توظيف ملفات إقليمية حساسة لتبرير السلوك الأحادي في ملف النهر، فحقوق الملاحة والموانئ تُحددها قواعد السيادة والاتفاقات الثنائية، وليست امتداداً لحقوق مائية، ولا يمكن قبول طرحها كأداة ابتزاز سياسي أو تفاوضي في غير سياقها.

كذلك وصف إثيوبيا للموقف المصري بأنه "قصور في الرؤية" هو خروج على قواعد التخاطب بين الدول، ومحاولة غير ناضجة لتحويل قضية قانونية بحتة إلى سجال سياسي، والحقيقة أن رؤية مصر كانت وما تزال ثابتة وهي اتفاق مُلزم يحفظ الحق في التنمية دون المساس بحقوق دول المصب، والتزام كامل بالقانون الدولي، ورفض قاطع لأي إجراء أحادي يهدد الأمن الإقليمي أو يعرض مصالح الشعب المصري للخطر.

ويؤكد "حزب الوعي" أن الدولة المصرية لم ولن تتخلى عن حقها المائي، وأن أمن مصر المائي خط أحمر لا يمكن المساس به تحت أي ذريعة، وأن أي محاولة لفرض أمر واقع مائي أو سياسي على حساب حقوق الشعب المصري ستُقابل بموقف وطني واضح، مدعوم بالقانون الدولي وبإرادة الدولة ومؤسساتها وشعبها بالكامل.

ويدعو الحزب المجتمع الدولي إلى إدراك خطورة السياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا، وإلى دعم مسار تفاوضي حقيقي يقوم على اتفاق مُلزم، يحمي حقوق الجميع ويضع حداً للخطاب الإثيوبي المتهور الذي لا يخدم الاستقرار في إفريقيا ولا ينسجم مع ما تدعيه أديس أبابا من انفتاح على «حلول واقعية».


"حفظ الله مصرَ هِبَةَ النيل، وحفظ الله النيلَ شريانًا للحياة والتنمية في مصر ودول حوض النيل." 
 

تم نسخ الرابط