ماذا يحدث في حضرموت؟.. مخاوف من سيناريو تقسيم اليمن إلى دولتين
تشهد محافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن حالة توتر عسكري متصاعد عقب اشتباكات وقعت أمس الأحد بين قوات حلف قبائل حضرموت وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالقرب من منشأة نفطية استراتيجية، في تطور ينذر بجولة جديدة من الانقسام ودخول البلاد إلى الحد انقسام البلاد إلى دولتين شمال وجنوب اليمن.
وتتنازع حضرموت، المحافظة النفطية الأكبر، ثلاثة أطراف رئيسية على النحو التالي:
- الحكومة الشرعية في عدن المتمسكة بوحدة اليمن.
- المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي إلى الانفصال والذي يعتبر حضرموت جزءًا أساسيًا من مشروع "الجنوب العربي".
- حلف قبائل حضرموت، الذي يدفع باتجاه حكم ذاتي وإدارة محلية بعيدًا عن سلطة الحكومة المركزية والانتقالي معًا.

ماذا يحدث في حضرموت؟
دفع المجلس الانتقالي بألوية ووحدات تحت مسمى قوات الدعم الأمني بقيادة العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر، الملقب بـ"أبو علي الحضرمي"، في خطوة وصفها عمرو بن حبريش، زعيم حلف قبائل حضرموت ووكيل أول المحافظة، بأنها محاولة للسيطرة على المحافظة ومواردها النفطية.
وتزامن انتشار هذه القوات مع تحرك قوات حماية حضرموت المدعومة من الحلف لتأمين منشآت حقول المسيلة النفطية، في خطوة استباقية لمنع قوات الدعم الأمني من السيطرة عليها.
ويؤكد تحالف قبائل حضرموت وجود مشروع للهيمنة على نفط حضرموت يشمل حقول الإنتاج، وخطوط النقل، وموانئ التصدير، معتبرًا أن السيطرة على ميناء الضبة والسعي للوصول إلى شركة بترومسيلة يمثلان جزءًا من هذا المخطط.
وفي بيان صدر عقب اجتماع موسع للحلف، شدد على أن أي وجود لقوات وافدة من خارج المحافظة سيتعامل معه باعتباره احتلالًا، معلنًا عزمه اتخاذ خطوات "حاسمة" لوقف ما وصفها بالتحركات الخطيرة.
في المقابل، أعلن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية التابعة للمجلس الانتقالي أنه دفع بقوات إضافية مساء الأحد لتعزيز القوات الموجودة في منشآت المسيلة.
واتهم قوات عمرو بن حبريش باقتحام المنشأة النفطية والاعتداء على القوات الحضرمية المكلفة بحمايتها، مؤكدًا أنه لن يسمح بذلك وسيرد بقوة.

خلفيm الصراع في حضرموت
تحظى حضرموت بأهمية استراتيجية استثنائية، حيث تمثل 36% من مساحة اليمن، وتحتضن موانئ مهمة مثل المكلا والشحر والضبة، وتنتج نحو 80% من نفط اليمن وتمتلك أكبر احتياطي نفطي، ما يجعلها مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا تتنافس عليه مختلف القوى.
ورغم هذه الثروة، يرى سكان المحافظة أن مواردها لا تنعكس على وضعهم المعيشي، وسط تدهور الخدمات وغياب حلول حكومية فعّالة، إضافة إلى شعورهم بتهميش دورهم في إدارة موارد محافظتهم.
وعلى الرغم من ابتعاد حضرموت عن المعارك المباشرة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، فإن المحافظة تأثرت بالتوترات وصراع النفوذ بين قوى محلية وإقليمية متعددة وتتنازع على المحافظة ثلاثة مشاريع مختلفة وهم:
- مشروع الوحدة الذي تتبناه الحكومة الشرعية.
- مشروع الانفصال الذي يقوده المجلس الانتقالي.
- مشروع الحكم الذاتي الذي يدفع به حلف قبائل حضرموت.
وجعل هذا التداخل محافظة حضرموت ساحة لصراع نفوذ داخلي وإقليمي، تتقاطع فيه المصالح القبلية مع الدعم الخارجي.
ما هو حلف قبائل حضرموت؟
حلف قبائل حضرموت كيان قبلي نشأ عام 2013 كإطار شعبي يطالب بالحقوق والشراكة العادلة في السلطة والثروة.
ويعرف الحلف بمناهضته للمجلس الانتقالي الجنوبي، كما تمكن من بناء قوة عسكرية تعمل في عدة مديريات خارج إطار وزارة الدفاع اليمنية.
ويتبنى الحلف خطابًا يطالب بتمكين أبناء حضرموت من إدارة محافظتهم بعيدًا عن هيمنة الحكومة المركزية أو سيطرة المجلس الانتقالي.
ويرى محللون أن حضرموت، كونها الأكبر مساحة والأغنى نفطيًا، باتت مسرحًا لصراع نفوذ معقد بين قوات محلية وأخرى مدعومة من أطراف إقليمية، في ظل تطورات عسكرية قد تضيف مزيدًا من الانقسام إلى بلد أنهكته الحرب.

موقف الحكومة اليمنية
حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة اليمنية بشأن التوترات الأخيرة، كما لم تتخذ إجراءات عملية لاحتواء التصعيد في محافظة تُعد من أكثر المناطق استقرارًا نسبيًا.
من جانبه، حذر عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني مما وصفه بأنه أخطر مرحلة تمر بها حضرموت منذ عقود، داعيًا إلى وقف التصعيد ومنع انزلاق المحافظة نحو صراع داخلي لن يخرج منه أحد منتصرًا.
وأشار البحسني، وهو محافظ حضرموت السابق، إلى أن المحافظة تدفع نحو انقسامات لا تخدم إلا خصومها، خاصة بعد البيان الذي أصدرته السلطة المحلية بقيادة المحافظ المعزول مبخوت بن ماضي، والذي حذر من خطوات قد تجر المحافظة نحو الفوضى.



