لميس الحديدي: إعادة نظر شاملة في النظام الانتخابي بعد إلغاء نتائج 19 دائرة
أكدت الإعلامية لميس الحديدي أن التطورات الأخيرة المتعلقة بجولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية تكشف عن لحظة فارقة تستوجب مراجعة عميقة للنظام الانتخابي بالكامل، بعد سلسلة من القرارات القضائية غير المسبوقة، وقالت إن الساعات المقبلة ستشهد انطلاق التصويت للمصريين بالخارج على مقاعد الدوائر الفردية التي صدر قرار بإلغاء نتائجها من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، والبالغ عددها 19 دائرة موزعة على سبع محافظات.
تصويت الخارج يبدأ والداخل بعده بيومين
وأوضحت الحديدي خلال تقديم برنامجها "الصورة" على قناة "النهار" أن عملية التصويت في الخارج ستجرى غدا وبعد غد، على أن يبدأ التصويت في الداخل بعدهما بيومين وفق الجدول الذي سيتم الإعلان عنه رسميا، وأضافت أن قرارات المحكمة الإدارية العليا بشأن المرحلة الأولى كانت بمثابة مفاجأة مدوية بعدما أبطلت الانتخابات في 60 مقعدا كان مقررا إجراء جولة إعادة عليها، ولم يتبقَّ سوى دائرة واحدة هي دائرة إطسا بمحافظة الفيوم التي ستشهد جولة الإعادة الوحيدة.
انتظار قرارات محكمة النقض
وأشارت الحديدي إلى أن الأنظار تتجه حاليا إلى محكمة النقض التي تنظر طعونا تتعلق بنحو 24 دائرة، موضحة أن الفائزين في هذه الدوائر ما زالوا في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كانت الطعون قد قُبلت أم لا، مشيرة إلى إن اختلاط الجداول الانتخابية بين الدوائر الملغاة وتلك الخاصة بالإعادة يفرض الحاجة إلى جدول زمني واضح تعلنه الهيئة الوطنية للانتخابات خلال الأيام المقبلة.
"فيتو" الرئيس رسالة سياسية واضحة
وعلى الجانب السياسي اعتبرت الحديدي أن التدخل الرئاسي عبر ما أسمته "الفيتو" كان علامة حاسمة تُظهر وجود إرادة سياسية واضحة بعدم السماح بتمرير أخطاء أو ممارسات قد تسيء لإرادة الناخبين. وأضافت: "ما حدث يؤكد أن الهدف الأساسي هو الوصول إلى برلمان حقيقي يمثل المصريين، ويعبر عن أصواتهم، وليس مجرد استكمال إجراءات شكلية."
دعوة لإعادة بناء الحياة الحزبية
وأكدت الحديدي أن الأحداث الأخيرة أعادت للواجهة مطالب المعارضة والمستقلين والإعلام بضرورة إعادة النظر في النظام الانتخابي، وخاصة نظام القائمة المغلقة والمطلقة، مشيرة إلى أن الحياة السياسية برمتها تحتاج إلى إعادة إحياء وفتح المجال العام أمام الأحزاب للعمل في الشارع وتقديم برامج واضحة، بدلًا من التنافس القائم على المال السياسي أو السعي وراء الحصانة.
نظام قضائي يبعث على الثقة
وشددت الحديدي على أن واحدة من أهم الرسائل الإيجابية التي أفرزتها الأحداث هي قوة النظام القضائي المصري وتعدد درجاته، ما يسمح بالوصول إلى العدالة والنزاهة ويمنح المواطنين شعورا بالاطمئنان، وختمت قائلة إن التجربة الحالية يجب أن تكون نقطة انطلاق لإصلاح سياسي حقيقي يضمن انتخابات أكثر شفافية وتنافسًا يخدم مصالح المواطنين لا مصالح الأفراد.
