بركان هايلي غوبي يثور بعد 12 ألف عام.. ما هي أخطر البراكين النائمة؟
ثار بركان "هايلي غوبي" في شمال شرق إثيوبيا، في حادثة نادرة، لأول مرة منذ نحو 12 ألف عام، ليصل رماده البركاني إلى مدينة الحديدة في اليمن، مما يسلط الضوء على النشاط البركاني في مناطق نائية حول العالم.
و يقع البركان في جنوب سلسلة جبال "إرتا ألي" بإقليم عفر، على بعد حوالي 800 كيلومتر شمال شرق العاصمة أديس أبابا، قرب الحدود مع إريتريا، في وادي الصدع المعروف باضطراباته الجيولوجية وحركته التكتونية المكثفة.
ويعتبر هذا الثوران مفاجئًا بعد سبات طويل، إذ يصنف العلماء البركان على أنه نشط إذا ثار خلال العصر الهولوسيني الذي يمتد لنحو 11 ألفًا و700 عام.
44 بركانًا نشطًا حول العالم
تشير قاعدة بيانات "برنامج البراكين العالمي" إلى وجود 1,229 بركانًا ثار منذ العصر الهولوسيني، منها 44 بركانًا في حالة ثوران مستمر حتى سبتمبر 2025، ويقصد بـ"الثوران المستمر" النشاط المتقطع على الأقل لمدة 3 أشهر أو أكثر، وليس استمرار النشاط اليومي.
وتنتشر هذه البراكين في مناطق متعددة تشمل البيرو، روسيا، نيكاراغوا، الولايات المتحدة، إندونيسيا، كوسا ريكا، الفلبين، إيطاليا، بابوا غينيا الجديدة، الإكوادور، الكونغو، تنزانيا، أستراليا، المكسيك، غواتيمالا، تونغا، إثيوبيا وكولومبيا.
تصدر الولايات المتحدة القائمة بـ165 بركانًا، بينها 63 نشطًا منذ عام 1800، و39 سجل نشاطها منذ 1960، يليها اليابان بـ118 بركانًا، وروسيا 108 بركانًا، ثم إندونيسيا 101، وتشلي 90، وإثيوبيا 50، و39 في بابوا غينيا الجديدة، و36 في الإكوادور، و35 في المكسيك وآيسلندا.
أكثر البراكين نشاطًا في العالم
- كيلاويا – هاواي: ويعد هذا البركان الذي يبلغ ارتفاعه 1,247 مترًا، ضمن متنزه براكين هاواي الوطني، ويعد مقصدًا سياحيًا بفضل نشاطه الهادئ نسبيًا.
- إتنا – إيطاليا: وهو أحد أكثر البراكين نشاطًا في أوروبا، ثار 10 مرات منذ 2002.
- أوسورنو – تشيلي: ثار هذا البركان 11 مرة بين 1575 و1869، ويقع في منطقة البحيرات بجبل الأنديز.
- نيراجونجو – الكونغو: يبلغ ارتفاع هذا البركان نحو 3,470 مترًا، ويشتهر ببحيرة الحمم البركانية الضخمة.
- سترومبولي – إيطاليا: وهي جزيرة بركانية صغيرة ومعلم سياحي بارز في البحر التيراني.
- فويغو – غواتيمالا: يشهد ثورات عنيفة ومتكررة، وآخر ثوران كبير في 2018.
- خيلدينغادالور – آيسلندا: ثوره الأخير عام 2021 بعد نحو 800 عام من السكون.
- جبل ياسور – أوقيانوسيا: يبلغ ارتفاعه نحو 361 مترًا في جزيرة تانا، ويعد من أسهل البراكين وصولًا للدراسة.
- لا بالما – إسبانيا: تقع في جزر الكناري، وهي من أكثر المناطق البركانية نشاطًا في إسبانيا.
- كوليما وبوبكاتيبيتل – المكسيك: بركانان شديد النشاط، وتهدد ثوراتهما المناطق المحيطة بشكل كبير.
البراكين الخاملة قد تكون الأخطر
يشير علماء إلى أن الكارثة البركانية الكبرى القادمة قد تأتي من براكين كانت تبدو خامدة، وليس من البراكين المشهورة، بركان "إل تشيتشون" بالمكسيك مثال على ذلك، حيث انفجر عام 1982 بعد قرون من السكون، متسببًا في مقتل أكثر من 2,000 شخص وتشريد 20 ألفًا، مع آثار مناخية امتدت عالميًا، بما في ذلك الجفاف في إفريقيا والمجاعة في إثيوبيا بين 1983 و1985.
قلة الاستثمار في مراقبة البراكين
على الرغم من الدروس السابقة، لا يزال الاستثمار في علوم البراكين محدودًا، ونحو نصف البراكين النشطة فقط خاضعة للمراقبة، ويركز البحث العلمي غالبًا على عدد قليل من البراكين المعروفة، مثل إتنا، متجاهلًا مناطق كثيفة السكان في إندونيسيا، الفلبين وفانواتو.
ويمكن أن تؤثر الانفجارات البركانية على المناخ والزراعة والصحة العامة، لذلك فإن التأهب المبكر والمراقبة المستمرة ضروريان لتجنب الكوارث وتقليل الخسائر البشرية والمادية.
