انقسام سياسي في إسرائيل بعد طلب نتنياهو للعفو.. والمعارضة تعلق
أثار طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحصول على عفو من الرئيس يتسحاق هرتصوغ عاصفة من ردود الفعل السياسية والإعلامية داخل إسرائيل، في خطوة وصفتها وسائل إعلام محلية بأنها "زلزال سياسي".
لابيد يهاجم: لا عفو دون اعتراف وانسحاب من الحياة السياسية
وسارع زعيم المعارضة يائير لابيد إلى مهاجمة الخطوة، مخاطبًا هرتصوغ بالقول: "لا يمكن منح العفو لنتنياهو دون اعترافه بالذنب وانسحابه من الحياة السياسية".

كاتس: العفو ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام الداخلي
في المقابل، أبدى وزير الدفاع يسرائيل كاتس أحد أبرز المقربين من نتنياهو دعمه الكامل لطلب العفو، داعيًا الرئيس إلى الاستجابة له وإنهاء ملف قضائي ولد من خطأ وأدى إلى انقسام عميق يمزق المجتمع.
وأضاف كاتس أن إسرائيل تواجه "واقعًا أمنيًا هو الأكثر تعقيدًا منذ سنوات"، مما يتطلب قيادة موحدة تركز على التهديدات الاستراتيجية الداهمة.
وأكد كاتس أن العفو يعد السبيل الوحيد لإنهاء الشرخ المجتمعي الذي استمر عقدًا من الزمن، ولتمكين إسرائيل من الالتئام مجددًا.
كما شدد على أن نتنياهو نال ثقة الشعب مرارًا، ويجب السماح له بمواصلة قيادة الدولة لمواجهة التحديات المقبلة، مختتمًا بدعوة هرتصوغ إلى اتخاذ خطوة توحد إسرائيل وتمضي بها إلى الأمام.
من جانبه، قال وزير الطاقة إيلي كوهين إن "مصلحة الدولة تقتضي إنهاء محاكمة نتنياهو"، داعيًا الرئيس إلى الموافقة على طلب العفو.
وفي تغطية إعلامية موسعة، ذكرت إذاعة الجيش أن تقديم نتنياهو للطلب شكل هزة سياسية قوية، كاشفة مقتطفًا من رسالته لهرتصوغ حيث قال: "الإجراء القضائي ضدي أصبح محورًا لمواجهات حادة، وعلى الرغم من رغبتي في خوض المحاكمة وإثبات براءتي بالكامل، إلا أنني أرى أن المصلحة العامة تملي نهجًا مختلفًا".

هآرتس: الطلب قدم دون اعتراف أو تحمل للمسؤولية
بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" إن نتنياهو قدم الطلب دون اعتراف بالذنب أو تحمل للمسؤولية، وهو ما يعد مخالفًا للأعراف المتبعة في مثل هذه الطلبات.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يبد أي نية لاعتزال الحياة السياسية مقابل العفو، بل أكد أن إنهاء محاكمته ضروري من أجل "تكريس كل جهده وقدراته لتعزيز دولة إسرائيل".
كما نقلت "هآرتس" أن المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف–ميارا، ستعارض منح العفو ما دامت المحاكمة جارية.

واختتمت بتحليل يفيد بأن نتنياهو لا يزال رافضًا للإقرار بالذنب، وأن طلبه يستهدف التفرغ لشؤون الحكم، مما يعني رغبته الواضحة في الاستمرار بقيادة الحكومة.
توقعات بصدور رد هرتصوغ خلال الأسابيع المقبلة
وفي نفس الوقت، توقع مقربون من الرئيس هرتصوغ أن يصدر رده على طلب نتنياهو خلال الأسابيع المقبلة.



