عاجل

مدير أوقاف أسوان : البسمة مفتاح القلوب ورسالة الرحمة

مدير أوقاف أسوان
مدير أوقاف أسوان

أكد الدكتور محمد حازم، مدير مديرية أوقاف أسوان، أن البسمة قيمة إنسانية رفيعة، ومفتاح أصيل للوصول إلى القلوب، وإزالة ما بينها من جفاء، وتقريب المسافات بين الناس، مشيرًا إلى أن الإسلام سبق الدنيا كلها في إرساء هذه المعاني الراقية في التعامل اليومي بين البشر.

وأوضح الدكتور محمد حازم أن البسمة لا تكلف الإنسان شيئًا، لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في حياة الأفراد والمجتمعات، فهي تزيل الكدر، وتخفف حدة التوتر، وتفتح أبواب المودة، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، موضحًا أن اللين ولطف المعاملة ولين الجانب من أعظم أسباب اجتماع القلوب واستقرار المجتمعات.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا ساميًا في البشاشة ولين الطبع، فكان دائم البشر، لا يلقى أحدًا إلا مبتسمًا، يغرس في نفوس أصحابه أن التبسم عبادة وقربة، وليس مجرد سلوك اجتماعي، مستدلًا بحديثه الشريف:
"تبسمك في وجه أخيك لك صدقة"، ليؤكد أن الابتسامة ليست أمرًا شكليًّا، بل هي عمل صالح يثاب عليه الإنسان.

وأضاف الدكتور محمد حازم أن من عظيم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يحجب أحدًا من أصحابه، وكان يلقاهم بالبشاشة والسرور، حتى قال الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي"، وكذلك قول الصحابي جابر رضي الله عنه: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي"، وهي مواقف تؤكد أن البسمة كانت منهجًا ثابتًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وليست تصرفًا عابرًا أو لحظات استثنائية.

وبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار البسمة حتى في أصعب المواقف وأشدها حرجًا، ليطمئن القلوب، ويبعث السكينة في النفوس، ويربّي أصحابه على أن المؤمن صاحب قلب رقيق، ووجه طلق، ولسان طيب، وأن القسوة وغلظة الطبع لا تليق بمن يحمل رسالة الرحمة للعالمين.

وقال مدير أوقاف أسوان إن الناس بطبعها تميل إلى من يلقى الناس بوجه طلق، ويعاملهم برفق، وتجد في الشخص البشوش راحة نفسية وقربًا فطريًا، بينما تنفر من العبوس وغلظة الوجه، مؤكدًا أن البسمة الصادقة رسالة محبة، وجسر تواصل، وباب خير، وأجر عظيم عند الله تعالى.

واختتم بالتأكيد على أن المجتمعات في حاجة ماسة إلى نشر ثقافة التبسم، والتخفف من حدة الغضب والتوتر في التعاملات اليومية، داعيًا إلى أن يكون الدعاة والأئمة وقدوة المجتمع عنوانًا لهذه الأخلاق الرفيعة، قائلًا: نسأل الله أن يرزقنا وجوهًا باسمة، وقلوبًا طيبة، وأن يجعلنا من أهل السكينة والرفق في الأقوال والأفعال.

تم نسخ الرابط