الهداية والضلال: هل الله سبحانه وتعالى يصد المشرك عن الهداية؟

هل يصح القول بأن الله (عزّ وجلّ) هو الذي صدّ الكفرة والمشركين عن الهداية؟، سؤال أوضحه الدكتور مسعد أحمد سعد الشايب عضو الأمانة العلمية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزاة الأوقاف.

هل الله سبحانه وتعالى يصد المشرك عن الهداية؟

وقال «الشايب» في بيانه هل يصح القول بأن الله (عزّ وجلّ) هو الذي صدّ الكفرة والمشركين عن الهداية والإيمان استدلالًا بقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[السجدة:13]؟: الإجابة لا؛ لأن معنى الآية أن الله لم يشأ مشيئةً وإرادةً قدرية كونية خَلْقية وهى: المشيئة الشاملة لجميع الموجودات والمخلوقات ـ ما يسمى بـ (التعلق الفعلي) ـ أن يعطى هؤلاء الكفرة هداهم وإيمانهم لقوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}[البقرة:253]، وقال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[النحل:40].

وتابع: إن أراد (سبحانه وتعالى) ذلك منهم (الهدى والإيمان من الكفرة) إرادة ومشيئة دينية أمرية شرعية قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185].

محرم أم مباح.. ما حكم سماع الغناء والموسيقى للترويح عن النفس؟

رحيل الداعية اليمني محمد المقرمي بمكة المكرمة.. معلومات مهمة عن شعراوي اليمن

ولفت إلى أن الفرق بين الإرادتين: أن الإرادة والمشيئة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، ولا يلزم أن يكون محبوبًا لله ككفر الكافر فهو مراد كونًا غير مرادٍ دينًا وشرعًا. أما الإرادة والمشيئة الشرعية الدينية فالمراد فيها يلزم أن يكون محبوبًا لله، وقد يقع أو لا يقع، كإيمان أبي جهل محبوبٌ ومرادٌ شرعاً ودينًا ولكنه لم يقع، وكإيمان أبي بكر الصديق محبوبٌ ومرادٌ شرعاً وديناً ووقع.

وشدد عضو الأمانة العلمية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن الله (عزّ وجلّ) لم يشأ مشيئة وإرادة كونية قدرية خلقية أن يوفقهم للإيمان ويلهمهم رشدهم ويدفعهم للعمل الصالح، ويدفع عنهم الشهوات والشياطين.

وأكد على ذلك يحمل قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}، فكفر العباد لم يرده الله إرادة دينية شرعية، وإنما أراده إرادة كونية حسب اختيارهم، قال تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[البروج:16]، وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[يونس:99].