حق الجوار في الإسلام.. إمام وخطيب بالأوقاف يبين مكانته في الإسلام
أكد الشيخ محمد محمود إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن حسن الجوار خلق إسلامي عظيم، ومقوم أصيل من مقومات بناء المجتمع المتماسك المتحاب، مستشهدًا بقول الله تعالى: «واعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل...»، مبينا أن اقتران حق الجار بجملة من أعظم الحقوق في هذه الآية الكريمة يدل على مكانة هذا الخلق في ميزان الإسلام.
وأوضح إمام وخطيب وزارة الأوقاف أن النصوص الشرعية قرآنا وسنة قد أولت حق الجار عناية خاصة، إذ جعلت الإحسان إليه وعونَه وكف الأذى عنه من تمام الإيمان وحسن التدين، مشيرا إلى أن الإسلام لا يقف عند حدود ترك إيذاء الجار فحسب، بل يدعو إلى المبادرة إلى خدمته، ومواساته في الشدائد، ومشاركته في الأفراح، ومراعاة مشاعره في كل ما يصدر عن جاره من قول أو فعل.
وأضاف الشيخ محمد محمود أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار تكرارا ومرارا حتى قال صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، مؤكدا أن هذا الحديث الشريف يكشف عن عظم مسؤولية المسلم تجاه جاره، مسلمًا كان أو غير مسلم، قريبا أو بعيدا، وأن هذه الوصية النبوية المتكررة تهدف إلى جعل علاقة الجوار صورة عملية للتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع.
وشدد إمام وخطيب وزارة الأوقاف على أن حسن الجوار لا يقتصر على تجنب الأذى المباشر، بل يشمل كذلك تجنب كل ما من شأنه إزعاج الجار أو تضييق عيشه، كرفع الأصوات بلا حاجة، أو التعدي على حقوق الطريق، أو إلقاء القمامة والإضرار بالبيئة المشتركة، لافتا إلى أن من تمام الإيمان أن يراقب المسلم تصرفاته داخل بيته وخارجه، حتى لا يكون سببًا في إيذاء من جاوره.
وأشار الشيخ محمد محمود إلى أن المجتمعات المعاصرة في أمس الحاجة إلى إحياء خلق حسن الجوار، ولا سيما في ظل التكدس السكاني وتجاور المساكن وتعدد المصالح المشتركة، مؤكدا أن التمسك بهذا الخلق يحد من المشكلات اليومية والخلافات الاجتماعية، ويسهم في نشر روح المودة والسكينة بين الناس، ويحول الأحياء السكنية إلى بيئة تسودها الطمأنينة والاحترام المتبادل.
واختتم إمام وخطيب وزارة الأوقاف كلمته بالدعوة إلى جعل حقوق الجار جزءًا من ثقافة المجتمع وسلوكه اليومي، وتربية الأبناء على احترام الجيران والتلطف معهم، مبينًا أن من أراد سعة في الرزق، وبركة في العمر، وراحة في القلب، فليحرص على أن يكون جارًا صالحًا وأن يلتمس رضا الله تعالى من خلال الإحسان إلى من جاوره في السكن والعمل على السواء.

