لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟.. أسرار عظيمة تجعلك ترددها باستمرار
لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين ونوضح بيانه من خلال ما ذكره الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية الأسبق.
لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟
في البداية على المسلم أن يعرف المقصود بالحوقلة، فالحوقلة هي الذكر بـ «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وهي كما يقول الدكتور علي جمعة أساسُ العلاقةِ بيننا وبين اللهِ –عزَّ وجلَّ– قائمٌ على «لا حول ولا قوة إلا بالله»، التي تُفيد حُسنَ التوكُّل على الله، وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد سبحانه، فيحدُث لك تسليمٌ بأمر الله: سواء أكان أمرًا كونيًّا، فلا تهتزُّ أمام المصائب والبلايا، أو أمرًا شرعيًّا، فلابد أن تطيع ربك وأن تُرضِيَه وأن تعود إليه.
وتابع: من ثَمَّ فالعلاقةُ بينك وبين الله تحتاج إلى تجديدٍ وتغييرٍ على أساس «لا حول ولا قوة إلا بالله»؛ فهي التي تقودك إلى التوكُّل، فالتسليم، فالرضا عن الله سبحانه وتعالى، {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، فحينئذٍ ينظر الله إليك بنظر التأييد والمعونة والعطاء. اللهُ تعالى خلقك وهو يحبك ويرحمك، وأرسل إليك نبيَّه ﷺ رحمةً للعالمين، فالعلاقة بينك وبينه ليست مخيفة، بل هي مضيئةٌ منيرةٌ جميلةٌ، والرهبةُ من الله تكون من خلال حبِّه وتعظيمِه سبحانه وتعالى، فكن حيثُ أمرك الله.
وبين أن الإنسان ينسى، والذِّكرُ هو الذي يقرِّبك من الله، ويجعلك مستوعبًا لمعنى «لا حول ولا قوة إلا بالله»، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، فأمرنا بالذكر وبالتذكير، حتى تتذكَّر أن «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وأن الأمر ليس بيدك، ولا من علمِك ولا من قدرتك، وإنما هو بالله ومن الله وإلى الله.
ما دلالة الذكر بـ الحوقلة؟
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ». فهذه الكلمة العظيمة تدلُّ على حقيقة وجود الإنسان في الأرض، وحقيقة سعيه فيها، وأنه عبدٌ فقيرٌ لا يقوم بشيءٍ إلا بعون الله وتوفيقه.
واختتم:«لا حول ولا قوة إلا بالله» ليست كلماتٍ تُرصُّ بجوارِ بعضِها بعضًا، بل هي منهجُ حياةٍ ومنهجُ تغيير؛ فهيا بنا نُغَيِّر ما بيننا وبين الله على هذا الأساس، حتى يغيِّر الله ما بنا.





