00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

«رأفةٌ وحبٌّ ورحمة».. علي جمعة يوضح أسس العلاقة بين الأستاذ والتلميذ

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إننا أمةُ علمٍ، نكره الجهل ونحبُّ العلم، ولم يقل أحدٌ من الناس إلى يومنا هذا ما قاله رسولُ الله ﷺ، حيث يقول: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسَّر اللهُ له به طريقًا إلى الجنة»، ولا قال أحدٌ مثلَ ما قاله القرآن، حيث يقول سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

العلم هو محراب الإيمان

وتابع: يقول العلماء: إنَّ الله لم يقيِّد هذا العلم؛ يعني لم يقل: قل هل يستوي الذين يعلمون بالشرع أو الذين لا يعلمون، أو بالطب أو بالكون، أبدًا، بل أطلقها؛ فإذا أُطلِقت كان كلُّ علمٍ في مقابله الجهلُ يعلوه ويزيله ويقضي عليه، فالعلم هو المُبتغى، ونحن أمةُ علمٍ.

وأوضح علي جمعة أن هناك أممٌ كثيرةٌ جدًّا نحَّتِ العلمَ جانبًا، وأمرت بعدم التعلُّم والبقاء في الجهل؛ لأن الجهل والإيمان عندهم سيّان، أمّا عندنا فالإيمان هو العلم، والعلم هو الموصل إلى الإيمان، والعلم هو محراب الإيمان، والإيمان هو محراب العلم، وليس هناك أيُّ اختلافٍ بين العلم والإيمان مطلقًا.

ولفت علي جمعة إلى أن العلاقة بين العالم والجاهل هي علاقةُ احترام؛ «ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا»، وهذه الكلمة تنطبع على تلك العلاقة التي بين العالمِ المسمَّى بالأستاذ، والجاهلِ المسمَّى بالتلميذ؛ فالتلميذ جاهل، ولكن عرف طريقه، وأراد إزالة هذه الجهالة، فذهب يتعلم عند ذلك الأستاذ، فينبغي أن تكون هذه الأستاذية وهذه التلمذة على وضعها الحقيقي.

يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: «من علَّمني حرفًا صرتُ له عبدًا». هذه يسمِّيها أهلُ اللغة صيرورةً مجازية، يعني أنه مجازًا سيكون له كالعبد؛ العبد ما شأنه مع سيده؟ الاحترام، والتوقير، والنُّصرة، والحب.

واستطرد علي جمعة: حتى نفهم هذه المقولة في ظلِّ الأستاذية والتلمذة التي نحن نتكلم عنها الآن: هي علاقةُ حبٍّ، وعلاقةُ احترام، وعلاقةُ تَلَقٍّ. الآن بعض الطلبة لا يريد أن يتلقَّى من الأستاذ، ويناقشه مناقشةً خارجَ الأدب؛ نحن نريد أن يناقشه، ولكن مناقشةً داخلَ الأدب، مناقشةَ السؤال والبحث عن الحقيقة، لكنه يحاول أن يناقشه مناقشةَ المتعالي عليه؛ التلميذ أصبح يتعالى على الأستاذ، إفرازاتٌ غربية شاعت بين الناس، وهذه إفرازاتٌ بعيدة عن الإيمان بالله.

واختتم: عندما كان الإيمان هو الحاكمُ في حياة الناس كان هناك احترامٌ بين التلميذ وبين الأستاذ، وكانت هناك رأفةٌ وحبٌّ ورحمة؛ وهذه هي الأسس التي ينبغي أن تكون عليها العلاقةُ بين الأستاذ والتلميذ.

تم نسخ الرابط