اليابان تخطط لنشر صواريخ بالقرب من تايوان.. والصين تحذر من الخطوة
أعلنت اليابان عن عزمها نشر صواريخ في قاعدة عسكرية قريبة من تايوان، بسبب مخاوف طوكيو من القوة العسكرية المتنامية للصين واحتمالية نشوب صراع حول الجزيرة، فيما حثت بكين طوكيو على مراجعة أخطائها وتصحيح مسارها سريعاً.
وقال وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي، اليوم الأحد، خلال زيارته قاعدة عسكرية في جزيرة يوناجوني جنوب اليابان، إن خطط نشر الصواريخ تسير على الطريق الصحيح، موضحاً أن هذا الإجراء قد يساهم في تقليل احتمالية وقوع هجوم مسلح على اليابان.
وأضاف كويزومي أن الرأي القائل بأن ذلك سيزيد من حدة التوترات الإقليمية غير دقيق، وفق ما أوردت وكالة "بلومبرج".
وتخطط اليابان لنشر صواريخ أرض جو متوسطة المدى في يوناجوني، على بُعد نحو 110 كيلومترات شرق تايوان، ضمن حشد عسكري أوسع على سلسلة جزرها الجنوبية، بما يعكس استعداد طوكيو لمواجهة أي تهديد محتمل في المنطقة.
وتفاقمت المخاوف اليابانية بسبب تصريحات رئيسة الوزراء السابقة ساناي تاكايتشي المتعلقة بتايوان، والتي اعتبرتها بكين منطقة يجب إخضاعها لسيطرتها، بالقوة إذا لزم الأمر.
وزير الخارجية الصين: أرجو من طوكيو مراجعة أخطائها
من جانبه، حث وزير الخارجية الصيني وانج يي اليابان على مراجعة أخطائها وتصحيح المسار سريعاً، محذراً من أن استمرارها في السياسات الحالية قد يثير ردود فعل قوية من الدول والشعوب المدافعة عن العدالة، وقد يستلزم التعامل بحزم لمنع عودة النزعة العسكرية اليابانية، وفق وكالة "شينخوا".
وأشار وانج إلى تصريحات أدلى بها بعد اختتام زيارته لقرجيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، حيث أجرى محادثات استراتيجية مع وزراء الخارجية في الفترة من 19 إلى 22 نوفمبر.
وكانت قد طرحت تاكايتشي احتمالياً نظرياً لتدخل اليابان عسكرياً مع دول أخرى في حال هاجمت الصين تايوان، ما أثار رد فعل غاضباً من بكين شمل إجراءات اقتصادية انتقامية، ورغم عودة تاكايتشي إلى سياسة الحكومة الراسخة بعدم مناقشة سيناريوهات معينة، ما زالت بكين تطالبها بالتراجع عن تصريحاتها.
قال كويزومي إنه لن يعلق على سيناريوهات افتراضية، مشيراً إلى ضرورة تعزيز قدرات اليابان العسكرية وبناء قوة ردع، بالتعاون مع الجيش الأمريكي، لمواجهة "أشد بيئة أمنية وأكثرها تعقيداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
أهمية جزيرة يوناجوني
وتعد يوناجوني وجهة سياحية شهيرة وموطناً لمنشأة رادار لمراقبة البحار والمجال الجوي القريب، بالإضافة إلى وحدة حرب إلكترونية أُطلقت في 2024 يمكنها التشويش على اتصالات العدو وأنظمة التوجيه.
وقد أجرت القوات الأمريكية مؤخراً مناورات لنقل الإمدادات من أوكيناوا إلى يوناجوني، تحضيراً لإنشاء قاعدة عمليات أمامية محتملة في أي أزمة إقليمية.
وتقع يوناجوني في نهاية سلسلة جزر ريوكيو الممتدة مئات الأميال من البر الرئيسي الياباني، وهي منطقة حساسة تتعرض لتصعيد متواصل من الصين، التي نشرت مؤخراً مقالات تشكك في سيادة اليابان على الجزر، مستندة إلى تاريخ استقلال مملكة ريوكيو قبل مئات السنين.
ويخشى بعض سكان جزر ريوكيو، المعروفة أيضاً باسم محافظة أوكيناوا، من تورطهم في صراع إقليمي محتمل حال استهداف المنشآت العسكرية على الجزر، رغم وجود مطالب محدودة بالاستقلال عن اليابان.
