محللة سياسية: حشد أوروبا للنساء للتجنيد الإجباري يعكس أعلى درجات القلق
قالت الدكتورة جيهان جادو، المحللة السياسية، إن التحركات الأوروبية الأخيرة نحو مناقشة أو تطبيق التجنيد الإجباري للنساء لأول مرة في بعض الدول، تعكس حالة من التأهب غير المسبوق داخل القارة الأوروبية، وسط تصاعد المخاوف من توسع الصراع الروسي الأوكراني إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
أوروبا تعيش أعلى مستويات القلق
وأشارت جادو، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الساعة 6 على قناة الحياة، إن أوروبا تعيش أعلى مستويات القلق منذ بدء الحرب الروسية–الأوكرانية، مشيرة إلى أن التوترات المتصاعدة دفعت العديد من الدول إلى إعادة النظر في جاهزيتها العسكرية واستراتيجياتها الدفاعية.
وأوضحت أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة بين موسكو وكييف، كان لها تأثير مباشر في تعزيز المخاوف الأوروبية، حيث تخشى دول الاتحاد من تغير موازين القوى بطريقة قد تهدد أمنها الإقليمي، وهو ما يدفعها إلى اتخاذ خطوات وقائية تشمل تعزيز القوة البشرية في جيوشها.
التجنيد الإجباري للنساء جدل واسع وتطبيق محدود
وأضافت المحللة السياسية أن التجنيد الإجباري للسيدات ما يزال محل خلاف داخل أوروبا ولم يُعتمد رسميًا في معظم الدول، لكنه طبق بالفعل في دول مثل السويد التي بدأت اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن مجرد طرح فكرة التجنيد الإجباري للنساء يعكس حجم التخوف الحقيقي من احتمال اتساع رقعة الصراع خلال الفترة المقبلة.
فرنسا بين الرفض وأزماتها الداخلية
وفيما يتعلق بالموقف الفرنسي، أكدت جادو أن باريس تُعد من أكثر الدول الرافضة لفكرة التجنيد الإجباري للنساء أو الانخراط في حرب مباشرة، موضحة أن تيارات سياسية مؤثرة ترى أن فرنسا ليست مستعدة اقتصاديًا أو اجتماعيًا لتحمل تبعات مواجهة عسكرية طويلة، مضيفة أن البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة تزيد من رفض الشارع والسياسة لأي توجه نحو التصعيد.
وعلى صعيد آخر، أكدت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس الشيوخ، أن التراجع الأوروبي عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن انقلابًا مفاجئًا في المواقف، بل حصيلة مسار ممتد من التراجع بدأ منذ سنوات، بعدما أدركت الدول الأوروبية التي احتضنت الجماعة سابقًا أنها لم تعد تمثل أي وزن سياسي أو قيمة يمكن استثمارها، بل تحولت إلى عبء أمني واجتماعي متزايد.



