(البحوث الإسلامية) يختتم الأسبوع الدَّعوي الـ 14 بجامعة أسيوط.. اعرف التوصيات
اختتم مجمع البحوث الإسلامية، اليوم الخميس، فعاليَّات الأسبوع الدعوي الرابع عشر، الذي نظَّمته اللجنة العُليا للدعوة في جامعة أسيوط، بندوة تحت عنوان: (حقوق الإنسان معيار للعمران الحضاري)، وذلك برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة.
(البحوث الإسلامية) يختتم الأسبوع الدَّعوي الـ14 بجامعة أسيوط
وشارك في الندوة كلٌّ مِنْ: أ.د. عبد الفتَّاح بهيج العواري، عميد كليَّة الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بأسيوط، وأ.د. عبد الرحمن عبَّاس، أستاذ العقيدة والفلسفة بكليَّة أصول الدِّين في جامعة الأزهر بأسيوط.
وفي كلمته قال الدكتور عبد الفتَّاح بهيج العواري: إنَّ حقوق الإنسان في ميزان الشريعة الإسلاميَّة أصلٌ راسخٌ في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه ﷺ، مشيرًا إلى أنَّ الآية الكريمة: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} تُعدُّ قاعدةً تأسيسيَّةً في فهم قيمة الإنسان ومكانته؛ إذْ جاء التكريم الربَّاني شاملًا لكلِّ بني آدم دون تمييز في دِين أو لون أو عِرق أو موطن.
وأوضح الدكتور العواري أنَّ هذا التكريم الإلهي يُوجِب صون كرامة الإنسان وتحريم الاعتداء عليه أو إذلاله بغير حق، بوصف ذلك حقًّا مكفولًا شرعًا لكلِّ البشر، وهو ما يميز المنهج الإسلامي الذي سبق المواثيق الدوليَّة في تقرير هذه الحقوق وصيانتها، مؤكِّدًا أنَّ الشريعة الإسلاميَّة أرست منظومةً متكاملةً لحماية الإنسان مِنْ خلال حِفظ الضرورات الخمس: (الدِّين، والنفْس، والعقل، والمال، والعِرض)، وهي حقوق لا تستقيم الحياة الإنسانية إلا بها.
مِنْ جانبه، أكَّد الدكتور عبد الرحمن عبَّاس أنَّ الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام يمثِّل ضرورةً عِلميَّةً ومجتمعيَّةً في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أنَّ الوعي بهذه الحقوق، وفهم الأُسُس الفلسفيَّة والدِّينيَّة التي قامت عليها- يُعدُّ خطوةً جوهريَّةً نحو تفعيلها وصونها في الواقع.
وبيَّن الدكتور عبَّاس أنَّ نَشْر ثقافة الحقوق بين الناس يعزِّز قدرتهم على الدِّفاع عنها بالوسائل المشروعة، ويُسهِم في مواجهة حملات التشويه التي يتبنَّاها بعض الناس للطَّعن في ثوابت الإسلام، بادِّعاء أنه لا يحترم الحريات أو يميز بين الرجال والنساء! مشدِّدًا على أنَّ هذه الادِّعاءات لا تصمد أمام حقائق الشريعة التي كرَّمتِ الإنسان ورفعتْ مكانته، كما بيَّن أنَّ مفهوم الحقِّ في الإسلام يرتكز على الثبات والعدل، وأنَّ مَنشأه إلهيٌّ يجعل تلك الحقوق مُلزِمة لا تقبل التعطيل أو الانتقاص.
توصيات الأسبوع الدعوي الـ 14
وفي ختام فعاليَّات الندوة، ألقى الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة، التوصياتِ الصَّادرةَ عن فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي بعد سلسلةٍ مِنَ النقاشات العِلميَّة والرؤى المتبادلة حول مفهوم الحضارة في الإسلام وأُسُس بقائها، مؤكِّدًا ضرورة ترسيخ عقيدة الاستخلاف في وعي الشباب بوصفها منهجًا متكاملًا للحياة، وإعادة الوصل بين العِلم والعبادة بوصفهما جناحين للحضارة الإسلاميَّة، إلى جانب تحرير مفهوم الحُريَّة مِنَ الاستخدامات المغلوطة وإعادته إلى معناه المسئول الذي ينهض بالمجتمع ويحفظ قيمه، فضلًا عن الدَّعوة إلى بناء الحضارة على أساسٍ مِنَ القِيَم والأخلاق، والتحصين الفِكري للشباب ضد الانبهار بالنماذج الماديَّة التي تُغيِّب الإنسان، وإحياء التراث بروح الإبداع لا البكاء على الماضي، بما يعيد توظيف منجَزات الأمَّة لخدمة احتياجات العصر.
كما تضمَّنتِ التوصيات ضرورة صياغة شخصيَّة متوازنة تجمع بين صفاء الرُّوح وجِديَّة العمل، وتحويل الأفكار المطروحة إلى ممارسات واقعيَّة داخل الجامعات ومؤسَّسات المجتمع، إضافًة إلى تعزيز الثقة بالهُويَّة الحضاريَّة للأمَّة، ونَفْض غبار الهزيمة النفسيَّة عن الأجيال الجديدة، داعيةً إلى فَتْح آفاق الحوار والتعارف مع الحضارات الأخرى، بوصف الحضارة الإسلاميَّة مشروعًا إنسانيًّا يحمل رسالة رحمة لا صراع.
واستمرَّت فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الرابع عشر (مفاهيم حضاريَّة) في جامعة أسيوط على مدار خمسة أيام، بمشاركة نخبة مِنْ علماء الأزهر الشريف، تنوَّعت خلالها النَّدوات الفِكريَّة التي ناقشتْ قضايا: الحضارة، والعِلم، والقِيَم، والحُريَّة المسئولة، وحقوق الإنسان في ضوء الشريعة الإسلاميَّة.



