خبير: انتشار جماعات الإخوان في أوروبا نتيجة تراكم تاريخي منذ الخمسينيات
تحدث إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، عن تصاعد التعاطف مع التيارات الإسلامية المتشددة داخل الجالية المسلمة في فرنسا، في ظل التحولات السياسية التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة مؤخرًا.
انتشار الجماعات الدينية
وقال الكتاتني، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن انتشار الجماعات الدينية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، داخل فرنسا وأوروبا ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكم طويل بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي مع استقرار موجات الهجرة العربية والإسلامية، موضحًا أن أربعة أجيال كاملة عاشت داخل المجتمع الفرنسي، ما أتاح لهذه الجماعات فرصة للتمدد عبر استغلال مناخ الحريات والقوانين التي تتيح العمل المجتمعي والديني بحرية واسعة.
وأكد أن نحو 10% من سكان فرنسا مسلمون، ما جعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد، وهو ما تستغله جماعة الإخوان والجماعات المنبثقة عنها عبر استراتيجية “التمكين المجتمعي”، من خلال أنشطة المجتمع المدني، وإنشاء الجمعيات، والمدارس، والمساجد، وتقديم خدمات اجتماعية تمهد للتغلغل داخل المجتمع الفرنسي.
التحركات أثارت قلقًا رسميًا وشعبيًا
وأشار الكتاتني إلى أن هذه التحركات أثارت قلقًا رسميًا وشعبيًا، حيث أظهر تقرير لمعهد إيفوب أن 70% من الفرنسيين يشعرون بالقلق من توسع هذه الجماعات، مشددًا على ضرورة التمييز بين الإسلام كديانة لها مكانتها وحقها في ممارسة الشعائر، وبين الإسلام السياسي الذي يمثل إطارًا أيديولوجيًا تنظيميًا يسعى للتأثير في البنية المجتمعية.
وفي رده على سؤال حول مدى كفاية الإجراءات الفرنسية الأخيرة لضبط الخطاب الديني، أكد الكتاتني أن الخطوات الحالية “غير كافية”، معتبرًا أن الحظر الكامل للجماعات المتطرفة قد يكون الحل الأكثر فاعلية، أسوة بالخطوات المتخذة في بعض الولايات الأمريكية مثل تكساس.
وأوضح أن هذه الجماعات تستغل خطاب “الإسلاموفوبيا” للترويج لفكرة وجود حرب على الإسلام، في الوقت الذي تغذي فيه صعود اليمين المتطرف، مما يجعل الطرفين يستفيد كل منهما من الآخر، مضيفًا أن هذا التوتر المتبادل لا يخدم المجتمع الفرنسي الذي يتخوف من محاولات “أسلمة المجتمع” وفق المفهوم الذي تروج له تلك الجماعات، وهو مفهوم بعيد تمامًا عن جوهر الإسلام الحقيقي.



