الأعلى للشؤون الإسلامية "طوبار" : صوت الإيمان الذي تجاوزكل التحديات
في مثل هدا اليوم 16 نوفمبر، تحل ذكرى رحيل الشيخ نصر الدين طوبار (7 يونيو 1920 - 16 نوفمبر 1986)، القارئ والمبتهل صاحب الصوت الشجي، عرف بصوته الملائكي الذي يوقظ في القلوب نور الإيمان ويجسد عمق الخشوع الروحي.
ولد طوبار بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم منذ صغره، وذاع صيته في المدن والقرى المحيطة. ورغم موهبته الفريدة، واجه تحديات كبيرة في بداياته، إذ نصحه أصدقاؤه بالتقدم لاختبارات الإذاعة، لكنه فشل خمس مرات متتالية.
ورغم محاولات عدة باءت بالفشل , إلا أن إصرار من حوله وإيمانهم بموهبته دفعه إلى المحاولة مجددا، فنجح في الاختبارات السابعة، ليبدأ مسيرة فنية وإيمانية طويلة تركت أثرا لا يمحى.
مسجد الخازنداره
وعلى المستوى المهني تم تعيينه قارئا للقرآن ومنشدا للتواشيح بمسجد الخازنداره بشبرا، قبل أن يُختار مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر عام 1980. وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، وأنشد في قاعة ألبرت هول بلندن خلال المؤتمر الإسلامي العالمي، كما سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، وكتبت عنه الصحافة الألمانية: "صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب".
بصمة فنية وإيمانية خالدة
قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال وتواشيح دينية، من أشهرها:
"يا مالك الملك، مجيب السائلين، السيدة فاطمة الزهراء، يا سالكين إليه الدرب، سبحانك يا غافر الذنوب، طه البشير، يا ليلة القدر، رمضان أشرق، أمّي إليك، يا حنان يا منان، يسّبح لك الفضاء"، إلى جانب عشرات الأعمال الأخرى التي تركت بصمة فنية وإيمانية خالدة في ذاكرة المستمعين.
ويحيي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ذكراه هذا العام، مسترجعا روح ذلك الصوت الذي علم المستمعين كيف يشرق الابتهال من محراب الخشوع، ومذكّرا بالإرث الفني والديني الخالد الذي تركه.
رحم الله الشيخ نصر الدين طوبار صوتا ظل يضيء دروب الخشوع والإيمان ويلهم الأجيال حول العالم.

