هيئة تنشيط السياحة بدمياط تنظم فعاليات موسعة للتعريف بالمتحف المصري الكبير
في إطار حرص محافظة دمياط على تعزيز الوعي التاريخي والحضاري لدى الأجيال الجديدة، وبرعاية الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، وإشراف المهندسة شيماء الصديق نائب المحافظ، ومتابعة اللواء محمد رأفت همام السكرتير العام للمحافظة، نظمت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة سلسلة من الفعاليات التعليمية والتثقيفية داخل عدد من مدارس ومكتبات المحافظة، احتفالا بقرب افتتاح المتحف المصري الكبير أحد أهم الصروح الأثرية في العالم.
تاريخ مصر العريق
وتهدف الفعاليات إلى تعريف الطلاب بتاريخ مصر العريق، وربطهم بالحضارة المصرية القديمة بأسلوب مبسط يتناسب مع مراحلهم العمرية المختلفة، وشملت الأنشطة عقد عدد من الندوات وورش الحكي التفاعلية بالتعاون مع مكتبات مصر العامة ومديرية التربية والتعليم، وذلك ضمن خطة متكاملة تعمل على دمج الجانب المعرفي بالجانب العملي، حتى يتمكن الطلاب من استيعاب المعلومات التاريخية بصورة واضحة وجذابة.
وخلال الفعاليات، قدّم القائمون على البرنامج عروضا مرئية شملت فيلما وثائقيا حول المتحف المصري الكبير، ركز على مراحل إنشائه وتطويره والمجموعات الأثرية الفريدة التي يضمها، خاصة القطع الملكية التي تروي قصصا ممتدة عبر آلاف السنين، وعبر الطلاب عن انبهارهم بالمحتوى المعروض، بعدما أتاح لهم الفيلم رؤية حجم الإنجاز الكبير الذي يمثل المتحف رمزا له، بوصفه أكبر متحف من نوعه مخصص لحضارة واحدة.
الكتابة الهيروغليفية على ورق البردي
كما شهدت مكتبات مصر العامة بدمياط وعزبة البرج تنفيذ ورش خاصة للكتابة الهيروغليفية على ورق البردي، وهي من أكثر الأنشطة التي تفاعل معها الطلاب، حيث تعلموا خلالها أساسيات اللغة المصرية القديمة ورموزها، وطريقة كتابة أسماءهم بالهيروغليفية على ورق البردي المصنوع يدويا، وأسهم هذا النشاط في خلق رابط مباشر بين الطلاب وجذورهم التاريخية، وأتاح لهم تجربة فريدة يعيشون من خلالها جزءًا من حياة المصري القديم.
اختصت ورش العمل كذلك بتقديم شرح مبسط عن صناعة البردي، وكيف كان المصريون القدماء يعتمدون عليه كأحد أهم وسائل الكتابة والتوثيق، إضافة إلى تقديم نماذج تاريخية توضح دور البردي في حفظ تاريخ مصر القديم حتى يومنا هذا.
وشارك في إعداد وتنفيذ هذه البرامج مجموعة من المتخصصين، من بينهم الأستاذة سمر المغربل مدير مكتبة مصر العامة بعزبة البرج، والأستاذة منار سرحان مدير وحدة التراث بالهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، والأستاذة هيام نبيل الباحثة بالهيئة، والأستاذة عائشة الأكيابي من مكتبة مصر العامة بدمياط، حيث عملوا على تقديم المحتوى بطرق مبتكرة تضمن وصول المعلومة بشكل سلس وجاذب للأطفال.
وأكد القائمون على الفعاليات أن هذه الأنشطة تأتي ضمن خطة أوسع تستهدف نشر الوعي الحضاري وتنمية الانتماء لدى الطلاب، من خلال إبراز دور السياحة الثقافية في تعزيز الهوية المصرية، وإتاحة الفرصة للنشء للتعرف على تاريخ بلادهم بطريقة عملية بعيدة عن الأسلوب التقليدي.
تحفيز الطلاب
كما تهدف الفعاليات إلى تحفيز الطلاب على زيارة المتحف المصري الكبير عند افتتاحه، باعتباره أحد أبرز المشروعات الثقافية التي تستعد مصر لإطلاقها للعالم.
وفي ختام البرنامج، عبر الطلاب عن سعادتهم الكبيرة بالمشاركة، مؤكدين أن التجربة أضافت لهم معرفة جديدة وجعلتهم أكثر ارتباطا بالحضارة المصرية، كما أعربوا عن رغبتهم في تكرار مثل هذه الأنشطة التي تعرفهم بتاريخ وطنهم بأسلوب ممتع وتفاعلي.
