ما حقيقة قرار كولومبيا بتعليق التعاون الاستخباراتي مع واشنطن؟

أعلنت الحكومة الكولومبية، مساء أمس الخميس، تراجعها عن قرارها السابق تعليق التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، موضحة أن الخطوة التي أعلنت قبل يومين، حيث تم فهمه بشكل خاطئ من قبل وسائل الإعلام وبعض المسؤولين.

وأكد وزير الداخلية الكولومبي أرماندو بينيديتي، أن بلاده ستواصل التعاون الاستخباراتي مع واشنطن، مشيرًا إلى أن ما حدث كان نتيجة "تفسير سيئ" لتوجيهات رئاسية سابقة.

وقال بينيديتي في منشور عبر منصة "إكس":"حدث سوء تفسير من جانب الصحافة الكولومبية وبعض كبار الموظفين في الحكومة، والرئيس جوستافو بيترو لم يقل أبدًا إن الوكالات الأمريكية ستوقف عملها في كولومبيا أو أنها ستنهي تعاونها مع وكالاتنا الاستخباراتية".

تعليق التعاون الاستخباراتي مع واشنطن

وكان الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو قد أصدر، الثلاثاء الماضي، قرارًا بتعليق التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، احتجاجًا على الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت زوارق يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد أسفرت تلك الضربات عن مقتل 76 شخصًا على الأقل، ما دفع بيترو إلى الإعلان عبر منصة "إكس" أنه أصدر أوامر لكل أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الأمن العام بتعليق الاتصالات والتعاملات مع وكالات الأمن الأمريكية، مؤكداً أن التعليق سيستمر طالما تواصلت الهجمات الصاروخية على القوارب.

لكن تصريحات وزير الداخلية الكولومبي، أمس الخميس، جاءت لتؤكد أن التعاون الاستخباراتي بين البلدين لم يوقف رسميًا، وأن العلاقات الأمنية بين بوجوتا وواشنطن مستمرة ضمن إطار التنسيق المشترك لمكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة في المنطقة.

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر شريك أمني لكولومبيا، حيث تمتد العلاقات العسكرية والاستخباراتية بين الجانبين لعقود في إطار الجهود المشتركة للحد من تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية.