إيران تطالب مجلس الأمن بتقديم ترامب ونتنياهو إلى العدالة

وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، دعا فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل على الأعمال العدوانية التي استهدفت إيران خلال الأشهر الماضية.

وقال عراقجي في رسالته إن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بموجب مسؤوليتهما في حفظ السلم والأمن الدوليين، أن يتحملا واجبهما في ضمان محاسبة واشنطن وتل أبيب وكل من شارك في تنفيذ تلك الهجمات، وتقديمهم إلى العدالة الدولية.

وأشار الوزير الإيراني إلى سلسلة رسائل سابقة أرسلها في 13 و22 و28 يونيو 2025، تضمنت توثيقًا للاعتداءات العسكرية السافرة التي شنّتها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية بين 13 و24 من الشهر ذاته، مؤكداً أن تلك العمليات شكّلت انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية الإسلامية ووحدة أراضيها.

وزير الخارجية الإيراني: ترامب أقر ببدء إسرائيل العدوان على طهران

وأوضح عراقجي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقر في 6 نوفمبر 2025 قائلاً: "هاجمت إسرائيل إيران أولاً وكنت مسؤولاً عنها بالكامل"، مشيرًا إلى أن هذا التصريح يمثل "دليلًا قاطعًا على تورط الولايات المتحدة في توجيه وقيادة تلك الهجمات غير القانونية".

وأضاف أن الاعتداءات استهدفت المدنيين والبنى التحتية، بما في ذلك المنشآت النووية السلمية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1100 مدني وإصابة عدد أكبر، في خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، وكذلك لقرارات مجلس الأمن رقم 487 لعام 1981 وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية 444 و533.

إيران تطالب بدفع واشنطن تعويضات الانتهاكات

وأكد عراقجي أن المسؤولية الدولية عن هذه الانتهاكات لا تقع على عاتق الكيان الإسرائيلي وحده، بل تشمل الولايات المتحدة باعتبارها الطرف الموجه والمتحكم في تلك العمليات، مطالبًا واشنطن بتحمل المسؤولية الكاملة وتعويض إيران عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بها وبمواطنيها.

وأوضح أن هذا التعويض يجب أن يشمل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الاعتداءات، ودفع تعويضات مالية تتماشى مع مبادئ القانون الدولي، مشيرًا إلى أن الاعتراف الأمريكي يستتبع أيضًا مسؤولية جنائية فردية للرئيس الأمريكي وكل مسؤول تورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

وشملت هذه الانتهاكات جرائم عدوان تمثلت في استهداف المدنيين، والعلماء، والصحفيين، والسجناء، بالإضافة إلى مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني وسجن إيفين والبنى التحتية للطاقة والمنشآت النووية السلمية.

إيران تحتفظ بحق الرد القانوني

وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده تحتفظ بحقها الثابت وغير القابل للنقض في استخدام جميع القنوات القانونية المتاحة لمحاسبة الدول والأفراد المتورطين في هذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن طهران ستطالب بتعويض كامل عن الأضرار التي تكبدتها.

كما دعا عراقجي في ختام رسالته، الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية في صون السلم والأمن الدوليين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان محاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل على هذه الانتهاكات الجسيمة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.