أشرف سنجر: تنسيق مصر وتركيا يعزز الأمن الإقليمي ويضع إسرائيل أمام واقع جديد
أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أهمية التنسيق بين مصر وتركيا في ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وملف غزة، مشيرًا إلى أن هذا التنسيق يمثل خطوة محورية نحو تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
السياسة المصرية تتسم بالحكمة والاتزان
وقال سنجر، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن السياسة المصرية تتسم بالحكمة والاتزان، وتسعى إلى استثمار موقف تركيا كدولة قوية وعضو بحلف شمال الأطلسي، معتبرًا أن عودة التنسيق بين القاهرة وأنقرة يمثل إزعاجًا واضحًا لإسرائيل التي تحاول استغلال الأوضاع الإقليمية لصالحها.
وأضاف أن اتفاق شرم الشيخ، الذي شارك في توقيعه الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثل محطة مهمة، إذ وضع إسرائيل أمام تحالف يضم قوى إقليمية ودولية كبرى.
وأوضح أن التحرك المصري بقيادة وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، بتكليف من الرئيس السيسي، يأتي في إطار البناء على مخرجات قمة شرم الشيخ، واستمرار التواصل مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، من بينها تركيا، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، رغم الخروقات اليومية التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي.
نتنياهو يواجه تحديات داخلية كبيرة
وأشار سنجر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه تحديات داخلية كبيرة، من بينها قضايا فساد وتراجع في شعبيته، وهو ما يدفعه إلى إشعال الأوضاع في المنطقة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، لافتًا إلى أن إسرائيل ترتكب أكثر من تسعة خروقات يوميًا لاتفاق شرم الشيخ.
وفي تعليقه على التحركات المصرية المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار، شدد خبير السياسات الدولية على أن رؤية مصر تنطلق من إدراكها لطبيعة الصراع ومحددات المستقبل، موضحًا أن إسرائيل لا يمكنها تهجير الفلسطينيين أو تغيير واقعهم على الأرض، وأن القاهرة تنقل هذا الموقف بوضوح إلى الولايات المتحدة وكافة القادة الأوروبيين.
نجاح قمة شرم الشيخ يتطلب عملًا دبلوماسيًا متواصلًا
وأكد أن نجاح قمة شرم الشيخ يتطلب عملًا دبلوماسيًا متواصلًا، وهو ما تقوم به مصر دون تردد، مشيرًا إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يهدد الاستقرار الذي تسعى القاهرة لترسيخه كأساس لإعادة إعمار غزة ودفع حل الدولتين.
وأشار سنجر إلى أن المناخ الدولي بات يشهد تغيرًا في المواقف تجاه القضية الفلسطينية، حتى داخل الولايات المتحدة، حيث بدأ الرأي العام الأمريكي يتحول تدريجيًا نحو دعم إقامة الدولة الفلسطينية.


