مرصد الأزهر: خطاب "فوكس" اليميني يُصعد الكراهية ويهدد التعايش في إسبانيا
تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التصعيد الأخير في خطاب حزب "فوكس" (VOX) اليميني المتطرف في إسبانيا، معتبرًا أن تصريحات قادة الحزب تمثل تأجيجًا للكراهية والإسلاموفوبيا، وتهديداً لأسس التعايش السلمي في إسبانيا.
مرصد الأزهر: خطاب "فوكس" اليميني يُصعد الكراهية ويهدد التعايش في إسبانيا
جاء هذا التخوف عقب سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الحزب، حيث وصفت قياداته موجات الهجرة المتزايدة بأنها تشكّل "تهديدًا وجوديًا للهوية الوطنية والنسيج الثقافي للمجتمع الإسباني".
تصعيد "فوكس" وتغذية الكراهية
خلال الدورة الثانية للمؤتمرات البلدية للحزب في بلدية "ماتارو"، وجّهت النائبة "روثيو دي مير"، القيادية في حزب فوكس، انتقادات حادة لسياسات الحكومة الإسبانية، متهمة إياها بالمسؤولية عن "التدفق غير المسبوق للمهاجرين" وسياسات "الحدود المفتوحة".
وادّعت "دي مير" أن هذا الواقع يُحدث "تحولاً جذريًا وسريعًا في النسيج الاجتماعي والثقافي لإسبانيا"، زاعمة أن المهاجرين "يحافظون على هوياتهم الأصلية"، بينما "يفقد الإسبان تدريجيًا ملامح هويتهم الوطنية الأصلية".
وصعّدت "دي مير" من لهجتها حين ربطت الهجرة مباشرة بـما أطلقت عليه "الإسلام المتطرف"، مدعيةً أن "اندماج بعض الجاليات المسلمة في المجتمع الإسباني أمر مستحيل" بسبب ما اعتبرته "تعارضًا جوهريًا بين القيم الإسلامية والقيم الغربية".
ولم تتوقف النائبة عند هذا الحد، بل تطرقت إلى ما أسمته "ظاهرة الاستبدال السكاني"، محذرة من أن ارتفاع معدلات المواليد في أوساط المهاجرين قد يفضي إلى تغيير جذري في التركيبة الديموغرافية لمدن إسبانية عديدة.
هذا، ويشير مرصد الأزهر إلى أن تصريحات حزب فوكس تمثل امتدادًا لخطابات التخويف التي تخلط عمدًا بين الإسلام والهجرة والتطرف، وهو ما يعزز النزعات العنصرية ويُغذي الانقسام المجتمعي.
كما يؤكد المرصد أن مثل هذه الخطابات لا تخدم الاستقرار، بل تُفاقم الانقسامات وتُضعف جهود الاندماج الإيجابي. ويشدد على أن التنوع الثقافي والديني يُعد مصدر قوة للمجتمعات الحديثة، وأن حماية السلم الأهلي تبدأ من احترام الكرامة الإنسانية لجميع الفئات المجتمعية دون تمييز أو تحامل.



