00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

آداب المولود في الإسلام.. لماذا نؤذن في الأذن اليمنى ونقيم في اليسرى؟

آداب المولود
آداب المولود

جاء في آداب المولود في الإسلام، سنة النبوية تتعلق بالأذان في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى، فما الحكمة من ذلك؟ 

آداب المولود في الإسلام

تقول الدكتورة روحية مصطفى، الأستاذ بجامعة الأزهر: يُعَدّ الأذان في أذن المولود ذكرا كان أو أنثى من السنن الجميلة التي تحمل دلالاتٍ روحيةً عميقة، تُظهِر عناية الإسلام بالإنسان منذ أن تفتح أذناه على الحياة. فكما يُستقبل المولود بالعطف والرعاية الجسدية، يُستقبل أيضًا بنداء السماء، ليكون أول ما يسمعه في دنياه ذكرُ الله تعالى وكلمة التوحيد.

ويكون الأذان بلفظ أذان الصلاة وفي يوم الولاده ، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه أذَّن في أذن الحسن بن علي رضي الله عنهما حين وُلد، كما روى أبو رافع رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ». أخرجه الترمذي في سننه (حديث رقم 1514) بإسناد حسن صحيح . 

وقد اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية على استحباب الأذان في الأذن اليمنى والإقامة في اليسرى، لأن فيها إحياءً لذكر الله في أول لحظة من حياة الإنسان، وربطًا فطريًا بين المولود والتوحيد والصلاة.

أما الإقامة في الأذن اليسرى فالأحاديث الواردة فيها وإن كان فيها مقال، لكنها داخلة في فضائل الأعمال، ومعناها حسن جميل، إذ تجمع بين التنبيه إلى أصل الإيمان، والحث على المحافظة على الصلاة. عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله ﷺ: من وُلِد له مولودٌ فأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، لم تُضِرَّه أمُّ الصِّبيان». البيهقي في شعب الإيمان (حديث رقم 8625). 

أما الإمام مالك رحمه الله تعالى فكره الأذان والإقامة في أذن المولود كراهة تنزيهية لا تحريمًا، لأن الحديث لم يثبت عنده بطريقٍ صحيح، لكن لم يُنكر المعنى ولا المقصد التربوي الجميل وراء هذه السنة.

وذكر ابن العربي المالكي أن ذلك من السنة وقال: " وقد فعلت ذلك بأولادي والله يهب الهدى" التاج والإكليل".

الأذان في أذن المولود.. البُعد التربوي والنفسي لهذه السنة 

وقد بين ابن القيم الحكمة من الأذان في أذن المولود فقال: "وسر التأذين والله أعلم: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر مع ما في ذلك من فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو كان يرصده حتى يولد فيقارنه للمحنة التي قدرها الله وشاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.

وفيه معنىً آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحكم" تحفة المولود ص 25 ، 26 . 

وتضيف: لي نظر متواضع في الحكمة التربوية من هذه السنة المباركة: فالأذان يُذكِّر المولود منذ لحظة ميلاده بأن أول واجب على العبد هو التوحيد، إذ تبدأ كلماته بـ الله أكبر وتنتهي بـ لا إله إلا الله، وكأنها إعلان للفطرة التي وُلد عليها الإنسان.

وأما الإقامة في أذنه اليسرى عقب الأذان مباشرة، ففيها حثٌّ رمزي على المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، لأن الفاصل الوجيز بين الأذان والإقامة في أذن المولود يرسِّخ في النفس معنى المسارعة إلى الطاعة، وعدم التسويف في أداء الفرائض.

فكأن الشريعة ـ بهذا النسق البديع ـ تُعلِّم الإنسان من أول أنفاسه أن حياته كلّها ينبغي أن تقوم على توحيد الله أولًا، ثم المحافظة على صلته به دومًا، فيبدأ عمره بنداء الإيمان، ليكون طريقه بعد ذلك كله عبادةً واستجابةً لذلك النداء. 

تم نسخ الرابط