00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

آداب المولود في الإسلام: اعرف معنى التحنيك وكيفية الدعاء بالبركة للذرية

آداب المولود
آداب المولود

يتساءل الكثيرون عن آداب المولود في الإسلام، حيث سلطت الدكتوره روحية مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر الضوء على مفهوم التحنيك والدعاء بالبركة. 

ما هو التحنيك؟ 

وقالت: يُعَدّ تحنيك المولود من السنن النبوية المباركة التي تُظهر عناية الإسلام بالإنسان منذ لحظة ميلاده، إذ فيه إحياءٌ لهدي النبي ﷺ واتباعٌ لسنته. 

والتحنيك ‌مضغ ‌الشيء ‌ووضعه ‌في ‌فم ‌الصبي ‌ودلك ‌حنكه ‌به يصنع ذلك بالصبي، ليتمرن على الأكل ويقوى عليه، وينبغي عند التحنيك أن يفتح فاه ؛ حتى ينزل جوفه وأولاه التمر ، فإن لم يتيسر تمر فرطب وإلا فشيء حلو ، وعسل النحل أولى من غيره.  فتح الباري.


فقد ورد في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: " أتيتُ النبيَّ ﷺ بعبد الله بن الزبير حين وُلد، فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم حنَّكه بها، ودعا له بالبركة، فكان أول شيء دخل جوفه ريقُ رسول الله ﷺ" رواه البخاري، كتاب العقيقة، ومسلم كتاب الآداب).

وقد دل الحديث على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بالتمر، والدعاء له بالبركة، وقد حكى النووي في شرح مسلم الإجماع على ذلك. وإذا كان ريق الآدمي طاهر في الأصل، إلا أن ريق النبي ﷺ وعرقه طاهران مباركان نافعان، لما خصَّه الله تعالى به من مقام التطهير والاصطفاء ولا يُقاس أحد عليه .  

ولهذا كان الصحابة يأتون بصبيانهم إلى النبي ﷺ رجاء بركة ريقه ودعائه، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم بعد وفاته ﷺ أنه أتى بصبيّه إلى صالحٍ أو عالمٍ ليتبرك بريقه.

وقد نقل ابن القيم في تحفة المودود (ص 66) عن الخلّال أن الإمام أحمد بن حنبل أمر جاريته أن تمضغ التمر وتحنّك به ولده، ولم يفعل هو، ولو كان التحنيك خاصًّا بالصالحين لفعل ذلك بنفسه، وهو أولى به من جاريته. فدلّ ذلك على أن التحنيك سنة عامة، وأن البركة في الريق خصوصية للنبي ﷺ دون غيره.

ومن الناحية الطبية، فإن اختيار التمر في التحنيك دون غيره له حكمة ظاهرة، لما يحتويه من سكر الجلوكوز سريع الامتصاص، الذي يُسهم في الوقاية من انخفاض سكر الدم عند حديثي الولادة.

ومع ذلك، فإن تطبيق هذه السنة اليوم يحتاج إلى مراعاة الجوانب الصحية والوقائية، إذ لا يتوافر في أحدٍ من الناس ما خُصّ به النبي ﷺ من طهارةٍ وبركةٍ في ريقه ونفع ، وقد يحمل فم الكبير أمراضًا تُنقل إلى الطفل.

وشددت: لذا يمكن إحياء السنة بمقصدها لا بصورتها، وذلك بأن يُسحق التمر أو يُلين في إناءٍ نظيف بآلةٍ معقّمة، ثم يُوضع القليل منه في فم المولود؛ فتحصل البركة بالاتباع دون ضررٍ بالمولود، فيجتمع بذلك حفظ السنة مع تحقيق مقاصد الشريعة في حفظ النفس.

تم نسخ الرابط