جدل حول فتوى تحريم لعبة الشطرنج.. وأحد علماء الأزهر يوضح الموقف الشرعي
أثار تصريح نسب إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أفتى بأن لعبة الشطرنج محرمة.
المسألة خلافية فقهية قديمة
من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة الحدث اليوم، إن المسألة خلافية فقهية قديمة، وأن الآراء فيها تفاوتت بين التحريم والكراهة والإباحة المشروطة.
وأوضح الدكتور النجار قائلًا:"الشطرنج اليوم أصبح لعبة عالمية تقام لها بطولات ومسابقات، ولم يعد كما كان في الماضي مجرد وسيلة لهو بين شخصين، وإذا كانت اللعبة خالية من المحرمات كالقمار أو تضييع الصلاة أو الإدمان، فهي مباحة ولا شيء فيها".
وأضاف أن بعض الفقهاء القدامى ربطوا تحريمها بظروف زمنهم، حين كانت تمارس مقرونة بالميسر واللهو المحرم، مشددًا على أن الاجتهاد الفقهي يجب أن يُراجع وفق تطورات الواقع.
ومن الأسئلة الشائعة التي يكثر الحديث عنها، لماذا لا تقبل شهادة لاعب الشطرنج؟، وفي التقرير التالي نوضح ومتى يجوز قبلوها.
لماذا لا تقبل شهادة لاعب الشطرنج؟
يقول الدكتور محمد الرملاوي الأستاذ بجامعة الأزهر في بيان ( شهادة لاعب الشطرنج بين القبول والرد ): اتفق الفقهاء على ردِّ شهادة من يَلعب الشطرنج إذا اقترن لعبه بما هو محرَّم، كاللعب بالقمار، أو ما يفضي إلى تضييع الفرائض، كالصلاة، أو كان ملازماً للفحش أو الفسوق، لما في ذلك من ارتكاب لمحظور ظاهر، يدل على خُبث الباطن وخرق المروءة.
وأما إذا خلا لعبه من المحظورات، فإن الفقهاء قد اختلفوا في قبول شهادته، على النحو الآتي:
الحنفية: لم يقبلوا شهادة من يلازم الشطرنج أو الطاولة إذا اقترن لعبه بالقمار، أو أدى إلى تضييع الصلاة، أو كثرة الحلف، أو ارتكابه في مواضع السَّفه، كطرقات الناس، أو صاحبه شيء من أفعال الفسّاق؛ لما في ذلك من قرائن على قلة الدين وسقوط المروءة.
المالكية: ردّوا شهادة من أدمن الشطرنج إذا شغله عن العبادة، أو لُوحظ عليه كثرة الأيمان الكاذبة بسببه؛ لأن الإدمان قرينة على ضعف التديُّن وإهدار المروءة.
الشافعية: لم يجيزوا شهادة لاعب الشطرنج إذا اقترن لعبه بمحرم، كالقمار، أو الفحش في القول، أو تأخير الصلاة عن وقتها، إذ يُستدل بذلك على خفة الدين وسوء الحال.
الحنبلية: ذهبوا إلى رد شهادة لاعب الشطرنج مطلقاً إذا أدى لعبه إلى تأخير الصلاة عن وقتها عمداً، لكون ذلك دالاً على استخفافه بالواجبات الشرعية وخرق للمروءة.



