اللهم اجعله شافعا لي.. ما هي أسباب نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟
ما هي أسباب نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟، سؤال يكثر البحث عنه ونوضح بيانه في التقرير التالي حيث كيفيتها وأسبابها ووسائلها.
ما هي شفاعة النبي وكيفيتها؟
قالت دار الإفتاء؛ إن الشفاعة مظهر من مظاهر تكريم الشافعين بجعلهم سببًا ظاهريًّا لمن أراد الله الإحسان إليهم، فلا يشفعون إلا لمن ارتضى كما أخبر الله تعالى، وبالتالي لا تغير الشفاعة من قدر الله تعالى، ولكل نبي شفاعة في أمته، وللصالحين شفاعة في إخوانهم، ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم له شفاعة خاصَّة، هي الشفاعة للعالم أجمع، حين يشتد الموقف يوم القيامة، فيطوف الخلْق على الأنبياء يطلبون شفاعتهم حتى ينصرفوا من هول مشهد يوم القيامة، فيعتذر الأنبياء جميعًا إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقبل الشفاعة، ثم تكون له أنواع أخرى من الشفاعة، حيث يشفع لفريق من المؤمنين بدخول الجنة بغير حساب، ولفريق آخر بدخول الجنة بعد أن استحقوا العذاب، ولفريق ثالث بإخراجهم من النار وإدخالهم الجنة ويشفع في بعض الكفار بتخفيف العذاب كما صحَّ في حق عمه أبي طالب... وغير ذلك.
وأبو هريرة رضي الله عنه هنا يسأله عن أسعد الناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم له، والنبي صلى الله عليه وسلم، استحسن حرص أبي هريرة على طلب العلم، وظن أنه سيسأله هذا السؤال، وأجابه موضحًا له أن أسعد الناس هو من طابق ظاهره باطنه «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ».
أسباب نيل شفاعة النبي
1 ـ مَنْ مات لا يشرك بالله شيئاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى مَنْ مات مِنْ أمتي لا يشرك بالله شيئاً) رواه مسلم.
2 ـ سؤال الله الوسيلة للنبي بعد الأذان: مِن الخصوصيات والفضائل التي خصَّ وفضَّل الله بها نبينا تشريفاً وتكريماً له دون غيره مِنَ البَشَر في الآخرة: أنه صاحب الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا عَبْد واحد مِنْ عباد الله وهو نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم، ومَن سَأَلَ الله تعالى له الوَسِيلَة فاز بشفاعته يوم القيامة.
3 ـ الإكثار من الصلاة على النبي: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أوْلَى النَّاسِ بي يَومَ القيامة أَكْثرُهُم عليَّ صلاة) رواه الترمذي.
4 ـ الحرص والمحافظة على الصلاة: المحافظة على الصلوات الفرائض، والإكثار مِن النوافل في الليل والنهار، سبيل إلى مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم والفوز بشفاعته يوم القيامة. فقد جاء عن زياد بن أَبِي زياد مَوْلَى بنِي مَخْزوم عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: ألك حاجة؟ حتى كان ذات يوم فقال: يا رسول الله حاجتي، قال: وما حاجتُك؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: مَنْ دلك على هذا؟ قال: ربي عز وجل (الله سبحانه هو الذي ألْهَمه ذلك الطلب)، قال صلى الله عليه وسلم: إمَّا لا بد (أي: إنْ كان لا بُد) فأعني بكثرة السجود) رواه أحمد
5 ـ الصبر على العَيش في المدينة المنورة، والحرص على الموت بها: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (سَمِعْتُ رسولَ الله صلى اللَّه عليه وسلم يقول: لا يَصْبر علَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا (الجوع والشدة) أَحَدٌ، إلَّا كُنْتُ له شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يوم القيامة) رواه مسلم.
إتباع سنته وكثرة الصلاة عليه من أسباب شفاعة النبي
كما أوضح الشيخ إبراهيم جاد الكريم؛ عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، أن من فضل الله علينا أننا من أمة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن هناك ثلاثة أعمال تدخل صاحبها الجنة، أولا: طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم بقولنا :اللهم اجعله شافعا لي يوم القيامة .
أضاف الشيخ إبراهيم جاد: ثانيًا تنال الشفاعة باتباع سنته صلى الله عليه وسلم وأداء العبادات والحفاظ عليها ؛ وترديد دعاء ما بعد الأذان: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته».؛ ثالثًا: تنال الشفاعة بكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فرسول الله ﷺ قال: “أقربكم مني منزلة يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة”.
وسائل نيل شفاعة النبي
فيما بين الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط أن من وسائل نيل شفاعة المصطفي صلى الله عليه وسلم، أن تصلى وتسلم علي النبي صلى الله عليه وسلم عشرًا حين تصبح وعشرًا حين تمسي، حيث جاء عن أبي الدرداء رضي االله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني بسند صحيح.



