رجال الظل.. مصمم قواعد القطع الأثرية في المتحف الكبير

حين نتحدث عن المتحف المصري الكبير، يتبادر إلى الذهن على الفور هذا الكم من القطع الأثرية، المحمولة على قواعد داخل الفتارين، فكيف يتم هندسة هذه القواعد وصناعتها، وما هي الأسس التي تستند إليها تلك القواعد كي تكون مناسبة لحمل قطعة أثرية هي جزء وصفحة من صفحات التاريخ؟ 

ومن ناحيته قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، في تصريحات لموقع “نيوز رووم': حين نتحدث عن المهندس ودوره في المتحف المصري الكبير، وعن أهمية وحدات التثبيت التي تحفظ للقطعة الأثرية هيبتها وأمانها أمام الجمهور، فلا بد أن نقف احتراماً أمام أصحاب هذه الأيدي التي صنعت هذا الأساس الصامت” 

وتابع قائلًا، "واحد من هؤلاء هو المهندس كريم شلبي، وهو من الأسماء التي تستحق أن تُذكر بفخر حين نتحدث عن أدق تفاصيل العرض المتحفي في فتارين العرض بالقاعات الرئيسية بالمتحف المصري الكبير. 

فهو مهندس تنفيذ وحدات تثبيت وعرض القطع الأثرية، وصاحب اللمسات  التي لا تراها العين مباشرة، ولكنها هي الأساس الذي منح القطع ثباتها ووقفتها المثالية أمام الجمهور. 

ويكفي أن نذكر أن عمل المهندس كريم شلبي لم يكن مجرد تركيب معدن أو وحدة تثبيت، بل كان أمام مسؤولية تاريخية تتطلب أعلى درجات الدقة والفهم الجمالي، وهذه هي الأدوار الصامتة التي لا تتكلم، ولكنها تصنع المشهد كاملا. ويُذكر أن المهندس كريم شلبي تولّى كذلك مهام طباعة بطاقات الشرح والمعلومات العلمية الخاصة بالقطع الأثرية داخل قاعات العرض الرئيسية، ليكتمل تسليم الوحدة بصورة متكاملة من حيث التثبيت والعرض والمحتوى المكتوب. 

المتحف المصري الكبير 

وكان المتحف المصري الكبير أعلن عن إغلاق أبوابه بشكل نهائي لمدة 19 يومًا كاملة بدأت من يوم 15 أكتوبر، وحتى 1 نوفمبر، وذلك في إطار الاستعدادات للافتتاح الرسمي، بعد فترة انتهاء فترة التشغيل التجريبي بنجاح تام.

التشغيل التجريبي

بدأت فترة التشغيل التجريبي منذ عام ونصف، والتي كانت تهدف اختبار قدرات المتحف على استيعاب الأعداد الكبيرة، وتنظيم الفعاليات الضخمة.

والمتحف على مساحة 127 فدان، وهو عبارة عن 6 أجزاء رئيسية، الجزء الأول وهو بوابات الدخول، ويليها الجزء الثاني، وهي المنطقة المكشوفة والتي تقف فيها المسلة المعلقة، ثم الجزء الثالث وهو البهو المفتوح، وهو مغطى بسقف يسمح بدخول الضوء والهواء، وذلك لتخفيف الحرارة في الجزئين المغلقين.

والبهو المفتوح، أو البهو العظيم يقف فيه تمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال الملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني، وتمثالين لملك وملكة بطلميين، وكذلك فيه منطقة استلام سماعات الإرشاد، وتجميع الأفواج، وبعض المجسمات لذوي البصيرة.

والبهو العظيم عن يمينه الجزء الرابع وهو المنطقة التجارية، وعن يساره الجزء الخامس وهو قاعات المتحف، وهي 14 قاعة منها قاعتا لملك توت عنخ آمون، وقاعات المتحف يؤدي إليها، الدرج العظيم والذي يقف فوقه، 87 قطعة أثرية ضخمة.