محلل: الضغوط الدولية قد تنجح في فرض وقف إطلاق نار محدود بالسودان
أعرب عمرو حسين الكاتب والمحلل السياسي، عن بالغ القلق إزاء تطور الأوضاع الميدانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وذلك في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الدعم السريع والقوات الموالية للجيش السوداني، محذرًا من أن تفاقم القتال قد يحول المدينة إلى بؤرة كارثية جديدة تزيد من اتساع رقعة المأساة الإنسانية في السودان.
وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن ما تشهده الفاشر ليس مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل هو صراع على معادلة النفوذ داخل دارفور، حيث تمثل المدينة آخر مركز حضري كبير لم يحسم عسكريًا لأي من الطرفين، ما يجعل السيطرة عليها ذات أبعاد استراتيجية تتجاوز حدود الجغرافيا المحلية إلى ميزان القوة في المشهد السوداني كله.
هدنة إنسانية مؤقتة
وأوضح المحلل السياسي، أن هناك محاولات دولية وإقليمية لإقناع الجانبين بقبول هدنة إنسانية مؤقتة بهدف فتح ممرات آمنة للمدنيين وإيصال الإغاثة، إلا أن فرص نجاح هذه الهدنة ما زالت تعتمد على حسابات الأطراف، وليس على الاحتياجات الإنسانية وحدها، مشيرًا إلى أن كل طرف يحاول استخدام الميدان كورقة تفاوض مستقبلية.
وأضاف "حسين"، أن الجيش السوداني يتعامل مع الهدنة بحذر شديد، خشية أن تتحول إلى فرصة لإعادة تموضع قوات الدعم السريع داخل وحول الفاشر، بينما ترى قوات الدعم السريع أن أي هدنة قد تُقبل فقط إذا تزامنت مع مكسب تفاوضي أو اعتراف سياسي بواقع سيطرتها في مناطق واسعة من الإقليم.
وعود دبلوماسية
وأكد "حسين"، أن الضغوط الدولية، خاصة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، قد تنجح في فرض وقف إطلاق نار محدود خلال الفترة المقبلة، لكنه سيكون وقفًا هشًا ومؤقتًا ما لم يُستتبع بانخراط الطرفين في مفاوضات سياسية جادة تتسم بضمانات واضحة وليست مجرد وعود دبلوماسية.
واختتم حسين تصريحه بالتأكيد على أن السودان لن يستعيد استقراره عبر معادلة الغلبة العسكرية، بل من خلال تسوية شاملة تعيد بناء الدولة وتضع انتقالًا سياسيًا حقيقيًا تحت رقابة وضمانات دولية وإقليمية، محذرًا من أن استمرار المعارك في الفاشر قد يفتح الباب أمام فصل جديد أكثر عنفًا وفوضى إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بجدية تتجاوز لغة بيانات الإدانة.