هل تجسيد الأنبياء والصحابة في الدراما جائز؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، وما إذا كان يجوز مشاهدة تلك الأعمال التي تتناول سيرهم وشخصياتهم.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن تجسيد الأنبياء لا يجوز إطلاقًا، وقد وقع خلاف بين العلماء المعاصرين في مسألة تمثيل الصحابة أو محاكاتهم، وخاصة العشرة المبشرين بالجنة؛ فبعض العلماء أجاز ذلك، فيما رأى آخرون المنع.
محاكاة الصحابة
وأضاف أن الخلاف في تجسيد عموم الصحابة أوسع نسبيا عند بعض الفقهاء, مشيرا إلى أن الحرمة لا تقع على المشاهد إذا لم يقصد المشاركة في المحظور، لكنه شدد على أن مشاهدة الحرام حرام، مؤكدا أنه من الأفضل للمسلم أن يتجنب متابعة الأعمال التي تتضمن تجسيدا للأنبياء، أما الأعمال التي تتناول محاكاة الصحابة دون تجسيد مباشر، فـ«ربما فيها سعة عند بعض أهل العلم».
https://youtu.be/qLEkjclcnNU?si=R07uQD1hajyKw_pa
أما الدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء أن علماء المسلمين أجمعوا على أن تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية أمر ممنوع شرعًا، وهو ما ذهبت إليه لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في الخمسينيات والأزهر الشريف في عهد الشيخ عبدالحليم محمود، ومجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، ومجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء المصرية، وغيرها من الهيئات العلمية.
وأضاف "ممدوح" أن عملية تمثيل الأنبياء هذه لا تخلو من تدخل رؤية الفنيين في العمل الدرامي وفي هذا نقل غير حقيقي يوقع صاحبه في خطر الكذب على الأنبياء، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحدكم، من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".
كما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كل قوله وفعل وسكوته يعتبر تشريعًا، والرؤية الفنية لتنفيذ العمل لا يمكن أن تخلو من زيادات غير واقعية توقع صاحبها في أن ينسب للشرع ما ليس منه، هذا فضلًا عما في تمثيل الأنبياء من اختزال لصورة النبي من الأنبياء في صورة الممثل المعين الذي يقوم بدوره فترتبط صورته بهذا النبي في ذهن المشاهد، مع لزوم أن يكون هناك صيانة للمقدس من الابتذال.
وقال د. ممدوح: "إن عملية تمثيل الأنبياء تشتمل على مفاسد كثيرة، والقاعدة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة".
أما عن تمثيل الصحابة فلفت د. أحمد ممدوح، إلى أنه وقع فيه خلاف بين العلماء بين موسع ومضيق، والذي عليه الفتوى هو استثناء العشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين وآل البيت الكرام من جواز تمثيلهم.
وأضاف أن مجرد التمثيل فن عرفته البشرية منذ القدم فمارسه اليونان منذ القرن السادس قبل الميلاد، وعرفه العرب بعد ذلك عن طريق ما عرف بخيال الظل، وألف فيه "ابن دانيال" وأحمد باشا تيمور، فهو كمجرد حكاية الأقوال والأفعال جائز ولا يمنع إلا إذا كان مضمونه ممنوعًا، أو اقترن به شيء محرم كاختلاط جسدي أو فحش أو تفويت واجب..


