الشيخ رمضان عبد المعز: لهذا السبب أوصى النبي ﷺ بأهل مصر خيرًا

قال الشيخ رمضان عبد المعز، إن من صفات المؤمنين وأهل الفضل أنهم يعرفون للناس قدرهم ويُقدرون الجميل ولا ينسون المعروف، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أعظم الأمثلة في الوفاء ورد الجميل.

الوفاء لصاحب الفضل

واستشهد الشيخ رمضان عبد المعز، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، بقصة النبي عليه الصلاة والسلام عندما ذهب إلى الطائف ودعا أهلها إلى الله، فآذوه وردوه، ثم عاد إلى مكة وكان ممنوعًا من دخولها، فأرسل خادمه زيد بن حارثة إلى عدد من وجهاء مكة يطلب منهم أن يُدخلوا النبي في حمايتهم.

وأشار رمضان عبد المعز إلى أن النبي أرسل أولًا إلى الأخنس بن شريق فرفض، ثم إلى سهيل بن عمرو فرفض أيضًا، حتى بعث إلى المطعم بن عدي الذي وافق على إدخاله في جواره، فدخل النبي مكة تحت حمايته.

ونوه رمضان عبد المعز إلى أن هذا الموقف وقع قبل الهجرة بثلاث سنوات، ورغم أن المطعم كان مشركًا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينس له هذا الجميل أبدًا، وبعد غزوة بدر، حين أُسر سبعون من المشركين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء لأطلقتهم له، في إشارة إلى وفائه لصاحب الفضل.

وتابع رمضان عبد المعز قائلاً إن هذا الموقف النبوي يعلمنا قاعدة عظيمة، تتمثل في أن من صنع لك معروفًا، فاشكره، وكن وفيًا له حتى وإن اختلفت معه، مشيرًا إلى أن الوفاء من شيم الأنبياء والصالحين، وأن رد الجميل من أرقى القيم التي حث عليها الإسلام.

وأضاف الشيخ رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى كذلك بأهل مصر خيرًا، مستشهدًا بحديثه الشريف: "استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، موضحًا أن الرحم المقصود هنا هو السيدة هاجر، أم نبي الله إسماعيل عليه السلام، التي سعت بين الصفا والمروة، وجعل الله سعيها شعيرة من شعائر الإسلام.

وأشار إلى أن السيدة هاجر كانت أول من عمر وادي مكة، وأن ابنها إسماعيل تعلم العربية من قبيلة جرهم التي نزلت من اليمن، فأصبح جد العرب، لافتًا إلى أن هذه الصلة هي الرابط الذي جمع بين مصر ومكة منذ القدم.

ونوه عبد المعز إلى الشرف الكبير الذي حظي به المصريون بدخول امرأة مصرية إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي السيدة مارية القبطية، القادمة من صعيد مصر، والتي أنجبت للنبي ابنه إبراهيم.