هل ينشر ترامب تغريداته عبر تروث سوشيال بنفسه؟
يشغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصات التواصل الاجتماعي بشكل شبه يومي ، بتغريدات ومنشورات تتنوع بين الهجوم الحاد على خصومه السياسيين والترويج لمقاطع مرئية أنشئت بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات متكررة حول ما إذا كان ترامب هو من يكتب هذه المنشورات بنفسه أم أن هناك فريقًا رقميًا يدير حساباته نيابة عنه.
فريق يدير منشورات ترامب بإشراف مباشر منه
لطالما كانت منشورات ترامب مادة مثيرة للنقاش العام والإعلامي، نظرًا لما تحمله من مواقف حادة وتعليقات مثيرة للجدل، غير أن تقريرًا جديدًا نشره موقع Wired كشف أن الرئيس الأمريكي لا يكتب معظم ما ينشر على حساباته بنفسه، بل يقوم فريق من المساعدين بإعدادها وصياغتها تحت إشرافه المباشر.

ووفقًا للتقرير، فإن ترامب يكتب نحو 5% فقط من منشوراته على منصته الخاصة Truth Social، بينما يتولى مساعدوه إدارة النسبة المتبقية.
وتؤكد مصادر قريبة من الرئيس أن كل ما يُنشر يتم بمراجعته أو وفق توجيهاته الشخصية، حتى وإن لم يكن هو من يقوم بعملية النشر فعليًا.
ومن بين أبرز الأسماء التي كشفت هذه التفاصيل الناشطة اليمينية لورا لومير، وهي من الشخصيات المقربة من ترامب داخل دائرته الخاصة. وقد ذكرت لومير أن الرئيس يتابع بنفسه محتوى حساباته بدقة، ولعبت دورًا في استبعاد عدد من المسؤولين الذين اعتبرهم ترامب غير موثوقين أو غير مخلصين له.
من يكتب تغريدات ترامب؟
بحسب التقرير، يتولى شخصان رئيسيان صياغة ونشر منشورات ترامب على المنصات الرقمية وهما ناتالي هارب وتعد من أقرب مساعديه، وتعرف داخل فريقه بلقب "الطابعة البشرية"، حيث عملت سابقًا كمذيعة في شبكة One America News Network.
وتشتهر بدقتها في تنفيذ تعليمات ترامب الذي يفضّل قراءة النصوص على الورق قبل نشرها. وقد ظهرت هارب في أحد الأفلام الوثائقية السياسية وهي تدون منشورات الرئيس بإملاء مباشر منه.
أما الثاني دان سكافينو، المستشار الإعلامي الذي أدار حضور ترامب الرقمي منذ ولايته الأولى، وهو من أوائل من أشرفوا على نشاطه عبر تويتر، ورغم أن مهامه تقلصت مؤخرًا، إلا أنه لا يزال يتقاسم مسؤولية النشر مع ناتالي هارب التي تتولى اليوم الجانب الأكبر من النشر اليومي على منصة Truth Social.

وخلال فترة نشاطه المكثف على تويتر، كان ترامب يستخدم حسابه بنفسه في كثير من الأحيان، خصوصًا فيما عرف بـ"العصر الذهبي لتويتر" في سنوات رئاسته الأولى، لكن بعد انتقاله إلى منصة Truth Social، تغير الوضع جذريًا، حيث باتت مشاركته المباشرة محدودة للغاية، ويقدر أنه يكتب بنفسه حوالي 5% فقط من المنشورات، بينما يتولى فريقه صياغة ونشر الغالبية العظمى منها تحت إشرافه وموافقته النهائية.
أدت هذه الديناميكية الجديدة إلى زيادة الأخطاء المطبعية والمحتوى العشوائي في منشورات الرئيس، ما يجبر فريقه أحيانًا على حذف المنشور وإعادة نشره بعد التصحيح.
ومن أشهر هذه الهفوات تغريدة عام 2017 الغامضة التي كتب فيها ترامب:“Despite the constant negative press covfefe”، والتي تحولت إلى مادة ساخرة عالمية بسبب غموض معناها.
كما تكررت أخطاء مشابهة، مثل تغريدة كتب فيها بالخطأ “South Carerddd” أثناء زيارته إلى كوريا الجنوبية، قبل أن يتم حذفها سريعًا بعد تداولها على نطاق واسع.
تأثير نشاطه الرقمي على المؤسسات الرسمية
ولا يقتصر نفوذ ترامب الرقمي على حساباته الشخصية، بل يمتد إلى الحسابات الرسمية المرتبطة بإدارته، فقد تبنت بعض الجهات أسلوب النشر المثير والمباشر نفسه، حيث نشر جهاز حرس الحدود الأمريكي مؤخرًا مقاطع على فيسبوك وإنستجرام احتوت على تعبيرات اعتبرت معادية للسامية، قبل أن تحذف لاحقًا بعد إثارة الجدل حولها.
وهكذا يبدو أن الحضور الرقمي لترامب أصبح منظومة متكاملة يديرها فريق متخصص بتنسيق دائم معه، مما يجعل كل منشور سواء كتبه بنفسه أو أملاه على مساعديه جزءًا من استراتيجية إعلامية مدروسة لإبقاء الرئيس في قلب المشهد السياسي والإعلامي.



