ما حكم سجود السهو في حالة نسيان التسبيح؟.. أمين الفتوى يجيب
هل سجود السهو واجب إذا أخطأت في التسبيح؟، سؤاله أجاب الدكتور إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم سجود السهو في حالة نسيان التسبيح أو قول "سبحان ربي الأعلى" في الركوع بدل "العظيم".
حكم سجود السهو في حالة نسيان التسبيح
وأوضح أمين الفتوى خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن سجود السهو يُؤدى عند ترك ركن من أركان الصلاة الأساسية، مثل الركوع أو الرفع منه أو السجود أو التشهد الأخير، فإذا ترك المسلم ركنًا، فيجب أن يصلي الركعة كاملة أو يضيفها، ثم يسجد للسهو قبل التسليم.
وتابع: أما إذا كان الخطأ متعلقًا بالسنن فقط، مثل التسبيح في الركوع أو السجود، أو ترك التكبير الانتقالي، أو تبديل التسبيح بين "سبحان ربي الأعلى" و"سبحان ربي العظيم"، فإن ذلك لا يترتب عليه سجود للسهو، لأن هذه الأفعال من سنن الصلاة، وليس من أركانها، وبالتالي تظل الصلاة صحيحة، خاصة إذا كان الخطأ نسيانًا وليس تعمدًا.
أما سجود التلاوة سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ داخل الصلاة وخارجها، ومن مَرَّ بآيةِ سجدةٍ أثناء التلاوة في الصلاة فإنَّه يسجدُ لها فَوْرَ تلاوةِ موضعها من القرآن، ويُكبِّرُ تكبيرتين، تكبيرةً للخَفْضِ إلى السجود، وتكبيرةً للرَّفْعِ منه، سواءٌ كان القارئُ إمامًا أو منفردًا، دون رَفْعٍ لليدين عند النزول للسجود، ويستوي التكبيرُ سِرًّا أو جَهْرًا، لَكِنَّ الأَوْلَى لمن كان إمامًا أن يجهرَ بالتكبير لتنبيهِ من وراءه من المأمومين.
ترغيب الشرع في أداء سجود التلاوة
رغَّبت الشريعة الإسلامية الغرَّاء في أداء سجودِ التلاوةِ، وعدَّتُه من أجلِّ وأعظم ما يتقرَّبُ به العبد إلى ربه عز وجل، إذ فيه رفعُ الدرجات، وتحقيق هيئة الخشوع والتعظيم التامّ لأمره سبحانه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا۩﴾ [الإسراء: 107-109].
قال الإمام البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ﴿إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ القرآن، ﴿يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾ يسقطون على وجوههم تعظيمًا لأمر الله أو شكرًا لإنجاز وعده في تلك الكتب ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل وإنزال القرآن عليه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ القرآن، فيقرأ سورة فيها سجدة، فيسجد ونسجد معه، حتى ما يجد بعضنا موضعًا لمكان جبهته» متفق عليه.
قال الإمام النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم: فيه إثبات سجود التلاوة، وقد أجمع العلماء عليه.
حكم سجود التلاوة
سجود التلاوة محل خلافٍ بين الفقهاء؛ فقد ذهب الحنفية إلى أنَّ سجود التلاوةِ واجبٌ، بينما ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى سنيته وعدم وجوبه؛ لأنه ورد أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركه في بعض الأحيان، وما كان كذلك فليس واجبًا.





