من فاتته صلاة الجمعة من غير تقصير ما الحكم .. وهل يجب القضاء؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن مَن فاتته صلاة الجمعة لعذر من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثما شرعًا، ويلزمه قضاؤها وذلك بصلاتها ظهرًا أربع ركعات اتفاقًا.
من فاتته صلاة الجمعة من غير تقصير ما الحكم .. وهل يجب القضاء؟
قرَّر جمهور الفقهاء أنَّ صلاة الجمعة واجبة على كلِّ مسلمٍ حرٍّ بالغٍ عاقلٍ مقيم صحيحٍ ليس به علة، فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر، ولا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلَّا لعذرٍ شرعي، وأنَّ من تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا.
ينظر: الاختيار لابن مودود الموصلي، وشرح مختصر خليل للخرشي، والمجموع للنووي، والكافي لابن قدامة المقدسي.
وإذا فاتت صلاة الجمعة على المكلف لعذرٍ؛ كالنوم والمرض ونحوه، أو لغير عذر؛ وجب عليه قضاؤها بالإجماع؛ قال العلامة ابن بزيزة في روضة المستبين: وقد انعقد الإجماع على وجوب قضاء الصلوات الفوائت بنسيان أو نوم.
يدلُّ على ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها».
وقضاء الجمعة أن يصلِّيَها المكلف ظهرًا أربع ركعات بالإجماع؛ قال الإمام ابن المنذر في الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أنَّ من فاتته الجمعة أن يصلي أربعًا.
وقال العلامة ابن الملقن في عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج: ولا تقضى إذا فاتت جمعة، بل ظهرًا إجماعًا.
وقال الإمام ابن قدامة في المغني: فأمَّا إذا فاتته الجمعة فإنَّه يصير إلى الظهر؛ لأنَّ الجمعة لا يمكن قضاؤها؛ لأنَّها لا تصح إلا بشروطها، ولا يوجد ذلك في قضائها، فتعيَّن المصير إلى الظهر عند عدمها، وهذا حال البدل.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ من فاتته صلاة الجمعة لعذر من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثما شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.
هل لصلة الرحم يوم الجمعة فضل أكبر عن باقي الأيام؟
قال الشيخ عبده الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، إن صلة الرحم من أعظم الأعمال التي دعا إليها الإسلام، وجعل لها مكانة كبيرة عند الله تعالى، مشيرًا إلى أن الجمع بين صلة الرحم ويوم الجمعة له فضل مضاعف، لأن العمل الصالح إذا وقع في يومٍ فاضلٍ تضاعف أجره وثوابه.
كيف تكون صلة الرحم في الإسلام؟
وأوضح الأزهري في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم "أن صلة الرحمتعني الإحسان إلى الأقارب بالقول والفعل، من زيارة ومساعدة ودعاء وإصلاح بينهم، مشيرًا إلى أن النصوص الشرعية أكدت أهميتها، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:“وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ” – [النساء: 1] أي اتقوا الله واحذروا قطيعة الأرحام، فهي من الكبائر.
وأضاف أن النبي ﷺ قال في حديثه الشريف:“من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه”(رواه البخاري ومسلم)، أي من أراد سعة الرزق وطول العمر المبارك فليحافظ على صلة رحمه.
كما أشار إلى قول النبي ﷺ:“الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله” (رواه البخاري ومسلم)، وهو ما يدل على عِظم شأن الرحم عند الله تعالى.



