00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

لا علاقة لها بالتنجيم.. دار الإفتاء: متابعة توقعات الأرصاد الجوية جائزة شرعًا

توقعات الأرصاد الجوية
توقعات الأرصاد الجوية

أكدت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من التصديق بالتوقعات التي تُصدرها الهيئة العامة للأرصاد الجوية والمتعلقة بحالة الطقس لفترة قادمة، موضحة أن هذه التنبؤات مبنية على أسس علمية دقيقة وقواعد فيزيائية ورياضية متخصصة، ولا تمت بصلة إلى التنجيم المنهي عنه شرعًا، والذي يقوم على الادعاء الباطل بمعرفة الغيب.

توقعات الأرصاد الجوية

وقالت الدار، إن التوقعات الجوية تعتمد على عمليات الرصد والتحليل العلمي للظواهر الطبيعية، مثل حركة الرياح والسحب، ودرجات الحرارة، ومعدلات الرطوبة والضغط الجوي، ويتم إصدارها بعد دراسة متأنية باستخدام أجهزة حديثة ونظريات علمية، بما يجعلها أقرب إلى غلبة الظن منها إلى اليقين، دون ادعاء علم الغيب الذي اختص الله تعالى به وحده.

وأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية قد حثت الإنسان على الاستفادة من سنن الله في الكون وتسخيرها لما فيه نفع البشرية، مستشهدةً بقوله تعالى:﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ [إبراهيم: 33].
وبيّنت أن في الآية دلالة على أن الاستفادة من الظواهر الكونية والعلم بها أمر مشروع ومطلوب، إذ يحقق مقاصد الاستخلاف في الأرض ويعين الإنسان على أداء دوره الحضاري والعلمي.

وأضافت الدار أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار في بعض الأحاديث إلى الاستفادة من العلامات الطبيعية في معرفة أحوال الجو، منها قوله:«إِذَا أُنْشِئَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ اسْتَحَالَتْ شَامِيَّةً فَهُوَ أَمْطَرُ لَهَا»، وهو ما يدل على جواز الاستدلال بالمشاهدة والتجربة في معرفة الظواهر المناخية، دون ربطها بادعاءات غيبية كما يفعل المنجِّمون.

وأكدت الفتوى أن التنجيم المحرم شرعًا يختلف تمامًا عن الأرصاد الجوية، فالأول يقوم على الحدس والظنون وادعاء التأثير الكوني للكواكب والنجوم في حياة الناس ومصائرهم، وهو نوع من الكهانة التي تُعد من الكبائر لما فيها من ادعاء علم الغيب، بينما الأرصاد الجوية علم قائم على التجربة والرصد والحساب، يهدف إلى توقع ما يغلب على الظن وقوعه من ظواهر طبيعية استنادًا إلى قوانين خلقها الله في الكون.

وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الإيمان بالسنن الكونية لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية، بل هو مظهر من مظاهر التدبر في آيات الله في الكون، وأن كل ما يصدر عن الجهات العلمية المتخصصة في مجال الأرصاد يدخل في نطاق المعرفة المشروعة التي تُبنى على الملاحظة والقياس، وليس في نطاق التنجيم أو الكهانة المحرّمة.

وبذلك، شددت الدار على أن تصديق النشرات الجوية ومتابعتها أمر جائز شرعًا، ولا حرج فيه ما دام القائمون عليها يعتمدون على أدوات العلم والدراسة، وليس على الخرافة أو ادعاء الغيب، مؤكدة أن مثل هذه العلوم تمثل صورة من صور تسخير الله تعالى للإنسان سُننه الكونية ليستفيد منها في حياته اليومية وتنظيم شؤونه.

تم نسخ الرابط