الشيخ خالد الجندي: السكينة الداخلية تمنع الحسد أو الحقد
 
                            قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قوله تعالى: «واضرب لهم مثلا رجلين» جاء نكرة في القرآن الكريم، مما يشير إلى أننا لا نعرف بدايةً هل كان هذان الرجلان مؤمنين أم غير مؤمنين، وأن معرفة درجة الإيمان لا تتضح إلا في نهاية القصة، بعد عرض تصرف كل واحد منهما أمام فتنة المال.
لعلهم يفقهون
وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن القرآن الكريم ذكر أن أحد الرجلين أُعطي جنتين من أعناب، بينما الآخر لم يُذكر أنه نال شيئا من متاع الدنيا، ولكن المفاجأة أن الفقير لم يحرم من الرزق كله، بل رُزق بما هو أعظم من المال، وهو الرضا.
السكينة الداخلية تمنع الحسد أو الحقد
وأكد خالد الجندي أن الرضا هنا يمثل حالة من الانسجام مع الإيمان، والسكينة الداخلية التي تمنع الحسد أو الحقد، مشيرًا إلى أن الرجل الفقير لم يشعر بعبء نفسي تجاه صاحبه الغني، بل ظل على علاقة طيبة به، وهذا دليل على صفاء نفسه وغنى قلبه.
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن المفاجأة الكبرى في القصة تكمن في أن الغني الحقيقي لم يكن صاحب الجنتين، بل الفقير الذي امتلك الرضا، فهو الغني بالله وغنى النفس، بينما صاحب الجنتين كان فقيرًا في إيمانه، متكبرًا بما أُوتي من مال وزرع.
وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قائلاً: “قصة الرجلين درس عظيم يعلمنا أن الغنى ليس في كثرة المال، وإنما في امتلاء القلب بالرضا، وأن الفقير الراضي أغنى عند الله من الغني المتكبر".
https://youtu.be/SW2EG4NMIes?si=dRwNPxehVd5GaTRU
وأضاف خالد الجندي أن الخطأ الأكبر هو تقييم الإنسان على أساس ماله أو ممتلكاته، مشددًا على أن الثراء ليس معيارا لمحبة الله أو رضاه، مستشهدًا بقوله تعالى: «كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ»، مؤكدًا أن العطاء قد يمنح للفاسق كما يُمنح للصالح.
التقوى والعمل الصالح معيار التفاضل
وتابع الشيخ خالد الجندي أن الإمام الشافعي لخص هذه الحقيقة في بيت شعر بليغ حين قال: «تموت الأسد في الغاباتِ جوعًا، ولحمُ الضأنِ يرمى للكلاب»، موضحًا أن الدنيا ليست مقياسا للتفاضل بين الناس، بل معيار التفاضل الحقيقي هو التقوى والعمل الصالح.
الغنى والفقرامتحان من الله تعالى لعباده
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أن المؤمن لا يقاس بما يملك من مال أو جاه، بل بما يملك من إيمان وصبر وشكر، فالغنى والفقر كلاهما امتحان من الله تعالى لعباده.
 
                



 
                            
                            
                            
                           