كيف ستغير سيطرة الدعم السريع مجرى الحرب في السودان؟| تفاصيل
يرى محللون في الشأن السوداني، أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد استيلائها على مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني، لا تمثل مجرد انتصار عسكري تكتيكي، بل تُعد نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب الأهلية في السودان.
السيطرة على الفاشر
ويشير هؤلاء إلى أن السيطرة على الفاشر تمنح قوات الدعم السريع الهيمنة على إقليم دارفور بأكمله والتحكم في العمق الغربي للبلاد، مما يربك حسابات القوات المسلحة السودانية ويجعلها في موقع الدفاع عن قلب وشرق السودان.
قوات الدعم السريع تركز عملياتها العسكرية نحو الشرق والشمال
ووفقًا للمحللين العسكريين، من المتوقع أن تركز قوات الدعم السريع بعد تأمين ظهرها غربًا، عملياتها العسكرية نحو الشرق والشمال، مستهدفة إقليم كردفان الذي يعتبر آخر الطريق الرابط للقوات المسلحة السودانية بغرب البلاد.
السيطرة على الفاشر
إلى جانب البعد الاستراتيجي، تحمل السيطرة على الفاشر أهمية رمزية واقتصادية، إذ تمثل العاصمة التاريخية لدارفور، ومنطقة انحدار معظم قادة الدعم السريع، مما يمنحهم شرعية محلية للحكم.
انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن
وعلى الصعيد الرسمي، ألقى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خطابًا عبر التلفزيون الوطني أعلن فيه انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن، مؤكدًا التزام القوات المسلحة والمقاومة الشعبية بتحقيق النصر تلو النصر، رغم فقدان الثقة الشعبية في تصريحات البرهان المتكررة التي لم تصاحبها نتائج ملموسة على الأرض.
بولس يحذر من الوضع الاستراتيجي والإنساني في الفاشر
ومن الناحية الدولية، حذر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، من الوضع الاستراتيجي والإنساني في الفاشر، محذرًا من احتمال تكرار سيناريو الانقسام كما حدث في ليبيا.
أما على الصعيد الإنساني، فقد دعت الأمم المتحدة إلى توفير ممر آمن للمدنيين العالقين خارج المدينة، فيما حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية في الفاشر.
وأفادت شبكة أطباء السودان بأن قوات الدعم السريع نفذت عمليات قتل ونهب مرافق طبية وصيدليات، فيما نفى مستشار قائد الدعم السريع عمران عبد الله استهداف المدنيين، مؤكدًا أن قواته هي الضامن الوحيد للنازحين والفارين من مناطق النزاع.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات الدعم السريع نيتها تشكيل حكومة منافسة في الفاشر عند السيطرة الكاملة على المدينة.
