عبد المنعم سعيد: حماس دمرت اتفاق أوسلو ومصر تبذل جهودًا لتوحيد صف الفلسطينيين
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، إن الانقسام الفلسطيني الداخلي يُعد أحد أكثر العوامل إيلامًا في مسار القضية الفلسطينية، موضحًا أن استمرار الخلافات بين الفصائل أضرّ كثيرًا بمساعي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وأضعف الموقف الموحد أمام التحديات الخارجية.
الأزمة التاريخية في فلسطين
وأوضح سعيد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة على قناة القاهرة والناس، أن الأزمة التاريخية في فلسطين تعود إلى غياب إدراك توازنات القوى داخل الساحة السياسية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأجيال الجديدة نشأت في ظل واقع من الانشقاق والفرقة بدلًا من الوحدة والتوافق الوطني.
وأشار المفكر السياسي إلى أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام المستمرة منذ سنوات، لافتًا إلى أن القاهرة تعمل بالتعاون مع الدول العربية والولايات المتحدة من أجل ضمان استقرار الأوضاع في المنطقة والتمهيد لحل سياسي شامل.
حركة حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن تعطيل المسار السياسي الفلسطيني
ونوه سعيد بأن حركة حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن تعطيل المسار السياسي الفلسطيني، بعدما دمرت باتجاهاتها وأفعالها اتفاق أوسلو الذي كان يمثل أساس الاعتراف الدولي بفلسطين، مؤكدًا أن تسليم الحركة لسلاحها إلى السلطة الوطنية الفلسطينية من شأنه أن يمهّد لمرحلة جديدة من الوحدة الوطنية وبناء الثقة الداخلية.
وتابع أن من يسلمون السلاح يمكنهم العيش بسلام داخل المجتمع الفلسطيني كمدنيين، ما يفتح الباب أمام استعادة وحدة القرار الفلسطيني وتوحيد الجهود نحو إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967.
وأضاف أن استمرار حالة الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال، ويُضعف أي تحرك عربي أو دولي جاد لإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، مشددًا على أن الرهان الحقيقي يكمن في وحدة الصف الفلسطيني واستعادة الشرعية السياسية الواحدة.
دور مصر في دعم القضية لم يبدأ منذ عامين فقط
وفي وقت سابق، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر كانت ولا تزال صاحبة الملف الفلسطيني، مؤكدًا أن دورها في دعم القضية لم يبدأ منذ عامين فقط، بل يمتد عبر تاريخ طويل من المساندة السياسية والدبلوماسية والإغاثية والعسكرية للشعب الفلسطيني.
موضحًا أن مصر دفعت من دماء أبنائها جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين دفاعًا عن قضيتهم، بالإضافة إلى إيمان القيادة المصرية بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم، وهو ما انعكس في تحركاتها الدبلوماسية المستمرة خلال العامين الماضيين.



