تعرف على حكم أداء صلاة سنة الفجر بعد الأذان الأول
 
                            تعد سنة الفجر من السنن الرواتب التي حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليها، وبيّن فضلها العظيم بقوله: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"، ويكثر التساؤل حول جواز أداء سنة الفجر بعد الأذان الأول، وهل يُعد ذلك صحيحًا شرعًا أم لا؟
من الناحية الفقهية، وقت سنة الفجر يبدأ بدخول وقت صلاة الفجر، أي بعد طلوع الفجر الصادق، وليس قبله.
لذلك، فإن أداء سنة الفجر بعد الأذان الأول لا يُعد صحيحًا إذا كان الأذان الأول يُرفع قبل دخول الوقت، كما هو الحال في بعض المساجد التي ترفع الأذان الأول تنبيهًا لقرب دخول الفجر، ثم الأذان الثاني عند دخول الوقت الفعلي للصلاة.
رأي دار الإفتاء
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن سنة الفجر لا تُصلى إلا بعد دخول وقتها، أي بعد الأذان الذي يُرفع عند طلوع الفجر الصادق، فإذا كان الأذان الأول يُرفع قبل دخول الوقت، فلا يجوز أداء السنة بعده، ويجب الانتظار حتى الأذان الثاني الذي يُعلن دخول الوقت الشرعي للفجر.
أما إذا كان المؤذن يرفع الأذان الأول بعد دخول الوقت، كما هو الحال في كثير من المساجد، فيجوز أداء سنة الفجر بعده مباشرة، ثم أداء الفريضة بعد ذلك.
وقد نص العلماء على جواز الاعتماد على المؤذن الثقة العارف بأوقات الصلاة، لأن الأصل أن المؤذن لا يؤذن إلا بعد دخول الوقت، كما ورد في الحديث: "المؤذن مؤتمن".
وبذلك فإن أداء سنة الفجر مرتبط بدخول وقت الصلاة، ولا يجوز تقديمها قبل ذلك. وعلى المسلم أن يتحرى وقت الأذان الصحيح، ويعتمد على المؤذن الثقة، أو يتحقق من الوقت بنفسه عبر التطبيقات أو التقاويم المعتمدة، حرصًا على صحة العبادة واتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
الفجر يعرف بعلاماته التي جعلها الشارع أسبابًا دالةً عليه، وذلك بانتشار ضوئه المستطير في الأفق؛ كما بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بسنته بيانًا واضحًا
ما الفجر الصادق وما الفجر الكاذب وما الفرق بينهما؟
فرق الملي بين الفجر المستطير الصادق الذي يدخل به وقت صلاة الفجر والذي ينتشر ضوؤه يمينًا وشمالًا، وبين الفجر المستطيل الكاذب الذي هو كهيئة المخروط المقلوب؛ فأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم، وليس أن يقول الفجر»، وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل «حتى يقول هكذا»، وقال زهير أحد رواة الحديث بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى، ثم مدها عن يمينه وشماله.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الفجر فجران: فأما الذي كأنه ذنب السرحان، فإنه لا يحل شيئًا ولا يحرمه، ولكن المستطير». قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أي هو الذي يحرم الطعام ويحل الصلاة.
 
                



 
                            
                            
                            
                            
                           