خالد العناني: نسعى لتحقيق عدالة جغرافية في ترشيح مواقع التراث العالمي
أكد الدكتور خالد العناني، المدير العام لمنظمة اليونسكو المنتخب، أنه سيتبع منهجية علمية دقيقة في تقييم وترشيح المواقع للانضمام إلى قائمة التراث العالمي، مشددًا على أن عملية الاختيار ستتم وفق معايير دولية موضوعية، بعيدًا عن أي اعتبارات جغرافية أو سياسية.
تركيز على إفريقيا والمنطقة العربية
وأوضح العناني خلال تصريحات خاصة عبر موقع «نيوز رووم»، أن منطقتي إفريقيا والعالم العربي تزخران بكنوز ثقافية وطبيعية فريدة، تعكس تاريخًا ثريًا وتراثًا متنوعًا يستحق التقدير والحماية، مشيرًا إلى وجود تركيز متزايد على حماية المواقع المهددة في مناطق النزاع، إلى جانب الدول الجزرية الصغيرة والمناطق الإفريقية التي تعاني من تمثيل أقل في قائمة التراث العالمي.
وأكد العناني، أن الهدف الأساسي هو تحقيق عدالة جغرافية تضمن تنوعًا أوسع في تمثيل ثقافات وحضارات العالم.
حماية المواقع وتمكين المجتمعات
وأضاف العناني، أن العمل لا يقتصر على إدراج مواقع جديدة فحسب، بل يشمل ضمان الحماية الفعلية لها، من خلال تمكين المجتمعات المحلية لتصبح شريكًا فاعلًا في صون التراث وضمان استدامته للأجيال القادمة.
وأشار العناني، إلى أن رؤيته تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، تشمل دمج مبادئ الاستدامة في إدارة المواقع التراثية، وتحويل كل زيارة إلى تجربة تعليمية وثقافية تحترم المكان وساكنيه، بجانب دعم صيانة المواقع وحمايتها.
كما شدد على أهمية تمكين المجتمعات المحلية من الاستفادة من عوائد السياحة الثقافية عبر التدريب والمشروعات الصغيرة وتسويق المنتجات التراثية والحرف التقليدية، بما يعزز الانتماء ويحمي الهوية المحلية.
شراكات من أجل السياحة الثقافية المستدامة
وتابع العناني أنه سيعمل على إقامة شراكات دولية وإقليمية بين اليونسكو والقطاعين العام والخاص لتطوير مبادرات قائمة على التراث المادي وغير المادي، مؤكدًا إيمانه بأن السياحة الثقافية المستدامة تمثل رسالة حضارية تدعو إلى احترام التنوع وحماية الذاكرة الإنسانية وبناء مستقبل يقوم على المعرفة والتبادل الثقافي.
رؤية شاملة تربط بين التراث والسياحة
واختتم العناني تصريحاته بالتأكيد على أن السياحة والثقافة والتراث ثلاث دوائر مترابطة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، موضحًا أن خبرته الطويلة في هذه المجالات منحته رؤية شاملة حول كيفية توظيف التراث والثقافة كقاطرة للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أنه سيعمل داخل منظمة اليونسكو على تعزيز مفهوم السياحة الثقافية المستدامة كوسيلة لبناء جسور التفاهم بين الشعوب، وأداة لدعم المجتمعات المحلية اقتصاديًا وثقافيًا دون الإضرار بتراثها أو بيئتها.
